السبت, يناير 18, 2025
-0 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

الزلزال السوري… لبنان وحزب الله في مهب التغيرات الإقليمية

الحرة بيروت ـ خاص

أدّى سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى تغييرات جذرية في التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط. وبعد مرور أكثر من عقد على اندلاع الصراع، خلقت هذه التحولات المفاجئة فراغاً استراتيجياً تسعى القوى الإقليمية والدولية إلى ملئه. وتتنافس الجهات الفاعلة الرئيسية، مثل تركيا وإيران والأكراد وروسيا، على إعادة تعريف مواقفها لتحقيق مصالحها ورؤيتها لمستقبل سوريا. فأين لبنان وحزب الله من طموحات اللاعبين الإقليميين؟

دور تركيا في شمال سوريا

عززت تركيا وجودها العسكري في شمال سوريا بعد سقوط الأسد، ساعية إلى تثبيت مكاسبها الإقليمية، خصوصاً في مناطق عفرين ومنبج ورأس العين. هذا وتبرر أنقرة تدخلها بمخاوف أمنية، منها مكافحة وحدات حماية الشعب التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني. لكن أهدافها تتجاوز الأمن إلى تعزيز وجودها الاقتصادي من خلال تطوير البنية التحتية في هذه المناطق، بهدف تعزيز نفوذها على المدى الطويل.

إيران والتوازنات السورية الجديدة

على المقلب الآخر، يمثل سقوط الأسد نكسة استراتيجية لطهران، حيث فقدت حليفاً رئيسياً في محور المقاومة الذي يضمن لها خط إمداد مباشر إلى حزب الله في لبنان. لذا تسعى إيران للحفاظ على مكاسبها بدعم الميليشيات الشيعية في مناطق استراتيجية مثل دير الزور والبوكمال. وتعمل أيضاً على تعزيز نفوذها من خلال مبادرات اقتصادية في المناطق التي ساهمت في إعادة إعمارها، رغم التحديات التي تواجهها بسبب التوترات المحلية وتصاعد الحركات السنية المدعومة من قوى إقليمية أخرى.

الأكراد وسعيهم نحو الاستقلالية

من جهتهم، يرى الأكراد في سقوط الأسد فرصة لتعزيز استقلاليتهم في الشمال الشرقي لسوريا. لكن رغم تحالفهم مع الولايات المتحدة في مكافحة “داعش”، تظل مواقفهم ضعيفة أمام الطموحات التركية وغياب الاعتراف الدولي. فهم يحاولون التفاوض لضمان موقعهم في سوريا المجزأة، مع تعزيز مؤسساتهم المحلية.

التأثيرات على لبنان: التوترات الحدودية وتدفق اللاجئين

تؤثر التغيرات في سوريا بشكل مباشر على لبنان، حيث زادت التوترات على الحدود السورية اللبنانية، لا سيما في مناطق مثل البقاع، ذلك بسبب استغلال الجماعات المسلحة الفراغ الذي خلّفه النظام السوري. كذلك، يزيد تدفق اللاجئين السوريين من تعقيد إدارة الأزمة في لبنان.

من ناحيته، يعاني حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران في لبنان، من تداعيات التحول السوري. فقد أدى فقدان الممر الاستراتيجي بين طهران وبيروت إلى تقليص قدراته اللوجستية، في حين تستمر مشاركته في النزاع السوري في استنزاف شعبيته داخلياً.

هذا وأدى سقوط الأسد إلى تفاقم الانقسامات بين الفصائل السياسية اللبنانية. وفي حين تكثر الدعوات لتطبيع العلاقات بسرعة مع السلطات السورية الجديدة، يخشى آخرون من زيادة التدخل الإقليمي، خصوصاً من إيران وتركيا، في الشؤون اللبنانية.

إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية

  • تحالف تركيا وقطر: تعزز تركيا وقطر، الحليفتان في ملفات إقليمية عدة، تعاونهما في سوريا حيث تدعمان معاً الفصائل السنية وتسعيان للعب دور الوسيط في المفاوضات السياسية ما بعد الأسد، ما يمكنهما من مواجهة النفوذ الإيراني وتعزيز وجودهما في شمال سوريا.
  • إعادة تموضع دول الخليج: تدرس السعودية والإمارات، اللتان كانتا معارضتين للأسد، المشاركة في إعادة إعمار سوريا. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقليص نفوذ إيران بدعم الأطراف المحلية القادرة على مواجهة طموحات طهران. لكن مع ذلك، يظل انخراطهما حذراً نظراً لتعقيدات المشهد السوري.
  • الدور الروسي الغامض: رغم دعم روسيا للأسد حتى سقوطه، يبدو أن موسكو تتبنى نهجاً براغماتياً في الوقت الحالي حيث تسعى للحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا توازياً مع التفاوض مع القوى الإقليمية الأخرى لتحقيق الاستقرار في البلاد، ما يمكنها من الحفاظ على دور الوسيط وتقليل تكاليف التورط.

تحديات إعادة الإعمار في سوريا

ختاماً، تشكل إعادة إعمار سوريا تحدياً حاسماً لمستقبل البلاد، إلا أنها تواجه عقبات عديدة، منها:

  • التجزئة الإقليمية مع وجود مناطق تحت سيطرة جهات مختلفة.
  • نقص التمويل الدولي بسبب العقوبات والتوترات السياسية.
  • المنافسة بين القوى الإقليمية التي تعرقل جهود التنسيق.

https://hura7.com/?p=40885

 

الأكثر قراءة