رويترز – ترجمة – قدمت الحكومة السعودية يوم الخميس الماضي أوراقاً لبيع حصة جديدة في شركة النفط العملاقة أرامكو (2222.SE)، لفتح علامة تبويب جديدة يمكن أن تجمع ما يصل إلى 13.1 مليار دولار، وهي صفقة تاريخية للمساعدة في تمويل خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد.
وفي الجزء الرئيسي من الصفقة، يمكن للسعودية جمع 12 مليار دولار من خلال طرح حوالي 1.545 مليار سهم في أرامكو، أي ما يعادل حوالي 0.64% من الشركة، إذا قامت بتسعير البيع عند الحد الأقصى لنطاق 26.7 (7.12 دولار) إلى 29 ريالاً. وفقاً لإيداع أرامكو في البورصة السعودية بالرياض.
وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر: “الطرح يتيح لنا فرصة لتوسيع قاعدة المساهمين بين المستثمرين السعوديين والدوليين. كما أنه يوفر لنا فرصة لزيادة السيولة وزيادة وزن مؤشرنا العالمي.”
يعدّ هذا العرض تتويجاً لجهود استمرت سنوات لبيع جزء آخر من إحدى الشركات الأكثر قيمة في العالم بعد طرحها العام الأولي القياسي في عام 2019 والذي جمع 29.4 مليار دولار، حيث سيتم حجز حوالي 10% من أحدث العروض للمستثمرين الأفراد، حسب الطلب.
وقالت مصادر لرويترز الاسبوع الماضي إن الطرح قد يتم في يونيو/حزيران المقبل.
منذ الاكتتاب العام، ظلت أرامكو بمثابة بقرة حلوب للحكومة السعودية، حيث قامت بتمويل حملة اقتصادية ضخمة لإنهاء “إدمان النفط” في المملكة، كما أطلق عليه ولي العهد ذات مرة.
وقال حسن الحسن، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الصفقة الأخيرة ستسمح للمملكة بتمويل مشاريع محلية كبيرة مرتبطة بهذه الأجندة. وأضاف أنه بعد أن فشلت في تحقيق هدف الاستثمار الأجنبي المباشر وفي ظل عجز في الميزانية يصل إلى 21 مليار دولار في الأفق، تلجأ المملكة إلى بيع الأسهم في أرامكو وإصدارات الديون.
وتابع: “من المرجح أن تواصل المملكة إعادة توجيه رأس المال إلى قطاعات أخرى بما في ذلك الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة والخدمات اللوجستية والتصنيع، والتي تأمل الرياض أن تشكل مصادر للنمو الاقتصادي على المدى الطويل”.
وأغلقت أسهم أرامكو منخفضة 0.17 بالمئة يوم الخميس الماضي عند 29.1 ريال (7.76 دولار)، ما يمنح الشركة قيمة سوقية تبلغ نحو 1.87 تريليون دولار. وقدر سعر الاكتتاب العام الأولي للشركة بمبلغ 1.7 تريليون دولار، لكن تداول الأسهم ارتفع بنسبة 10٪ عند ظهورها لأول مرة، وهو ما يتماشى تقريباً مع تقييمها الحالي.
ورفعت الشركة توزيعات الأرباح إلى ما يقرب من 98 مليار دولار في عام 2023 من 75 مليار دولار كانت تدفعها سنوياً، على الرغم من انخفاض الأرباح بنحو الربع. وتتوقع إنفاق 124.3 مليار دولار هذا العام.
واستثمرت أرامكو أيضاً في مصافي التكرير ومشاريع البتروكيماويات في الصين وأماكن أخرى، ووسعت أعمال البيع بالتجزئة والتجارة، وكثفت تركيزها على الغاز، حيث قامت بأول غزوة لها في الغاز الطبيعي المسال في الخارج العام الماضي.
ويعمل مورجان ستانلي، وسيتي، وجولدمان ساكس، وإتش إس بي سي، والبنك الوطني السعودي، وبنك أوف أمريكا، وجي بي مورجان كمنسقين عالميين مشتركين في الصفقة، بينما تعمل البنوك المحلية الراجحي المالية، والرياض المالية، والسعودي الفرنسي كابيتال كمديرين مشتركين للدفاتر.
وكان هناك ما يقرب من نصف عدد البنوك المشاركة في الصفقة مقارنة بالطرح العام الأولي لشركة أرامكو في عام 2019.
حملة التنويع
قام الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، كما يُعرف ولي العهد، بضخ مئات المليارات من الدولارات من خلال صندوق الثروة السيادية للمملكة في مشاريع ضخمة، من السيارات الكهربائية إلى الرياضة وشركة طيران جديدة، وذلك لتنويع الاقتصاد، الهيدروكربونات وخلق فرص العمل.
لكن انخفاض أسعار النفط وإنتاجه أثر على النمو الاقتصادي في العام الماضي في حين ارتفع الإنفاق، ما أدى إلى عجز مالي بلغ نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع حدوث عجز مماثل هذا العام.
وطرحت أرامكو توزيعات أرباح خاصة على أساس الأداء العام الماضي، ما يوفر النقد للمملكة ويساعد على جذب مستثمرين جدد.
كما قامت الشركة بالتعاقد مع المزيد من البنوك كصانعي سوق للمساعدة في تحسين السيولة في الأسهم.
يتم تداول أكبر مصدر للنفط في العالم بنسبة سعر إلى أرباح أعلى من شركات النفط العالمية الأخرى، بما في ذلك إكسون موبيل، وبي بي، وشل.
وانخفض السهم بنحو 12% هذا العام، في حين ارتفعت أسهم إكسون موبيل وبي بي بنحو 14% و4% على التوالي.
المملكة العربية السعودية هي القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول، وتساعد في هندسة تحركات الأسعار في أسواق النفط العالمية.
وتنتج أرامكو حاليا حوالي 9 ملايين برميل من الخام يوميا، أي حوالي ثلاثة أرباع طاقتها القصوى، امتثالاً لتخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها أوبك وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك +.
ومن المقرر أن تقرر أوبك+ سياساتها الإنتاجية المقبلة يوم الأحد المقبل. فإذا فاجأت أوبك + السوق وخفضت الإنتاج بشكل أكبر، فقد ترتفع أسعار النفط من المستوى الحالي البالغ 82 دولاراً للبرميل تقريباً، لكن سيتعين على أرامكو خفض الإنتاج ومواجهة إيرادات أقل.