حاص – أفاد تقرير في الثالث من فبراير 2025، أن الحكومة السويدية وجهت اتهامات خطيرة إلى مسجد في ستوكهولم، مدعية أنه بمثابة منصة لأنشطة تجسس إيرانية تستهدف السويد والمعارضة الإيرانية داخل البلاد. وكشف وزير الشؤون الاجتماعية السويدي، جاكوب فورسميد، أن مركز الإمام علي الإسلامي تم تحديده من قبل جهاز الأمن السويدي باعتباره متورطاً في عمليات تهدد الأمن القومي.
وصرح فورسميد على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” قائلاً: “هذا أمر خطير للغاية”، معلناً أن السويد ستوقف جميع المساعدات المالية الحكومية للمركز. وأكد أن “أموال الدولة لا ينبغي استخدامها في أنشطة تتعارض مع القيم الديمقراطية الأساسية”، مشيراً إلى أنه قد يتم اتخاذ إجراءات أخرى في المستقبل.
لكن مركز الإمام علي الإسلامي نفى أي ارتباط له بأحزاب سياسية أو دول أجنبية، مؤكداً استقلاليته والتزامه بالرقابة الصارمة لمنع أي إساءة لاستخدام مقره. وفي بيان على موقعه الإلكتروني، نفى المركز مزاعم تلقيه أموالاً من حكومات أجنبية. ورداً على هذه المزاعم، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويدي في طهران للاحتجاج على ذلك. وانتقد متحدث باسم الوزارة طريقة التعامل مع القضية، مدعياً أن البروتوكولات الدبلوماسية لم تُحترم.
تشكل اتهامات السويد جزءاً من اتجاه أوسع نطاقاً بين الدول الأوروبية التي تشعر بحذر متزايد إزاء الأنشطة الإيرانية داخل حدودها. ومؤخراً، اتخذت ألمانيا أيضاً بعض الخطوات لمعالجة المخاوف بشأن التجسس والنفوذ الإيراني. وفي عام 2024، في أعقاب تصاعد التوترات بعد إعدام المواطن الألماني – الإيراني جمشيد شارمهد في إيران، أمرت ألمانيا بإغلاق القنصليات الإيرانية الثلاث في البلاد.
وقد اقترن هذا التحرك الدبلوماسي بطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين وتقديم مسؤولين ألمان احتجاجات شديدة اللهجة ضد تصرفات إيران. وصرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن العلاقات مع طهران وصلت إلى “نقطة متدنية” وحذرت من أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تخلف عواقب وخيمة على العلاقات الدبلوماسية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت ألمانيا تحقق بنشاط في أنشطة استخبارات النظام الإيراني داخل حدودها. وتشير التقارير إلى أن أجهزة الاستخبارات الألمانية فحصت حوالي 700 فرد مرتبط بفرع برلين لجامعة مصطفى الدولية الإيرانية، المشتبه في أنهم يعملون كواجهة لتجنيد عناصر لفيلق القدس الإيراني. وركزت التحقيقات على عدة قوائم سرية تتضمن أسماء أفراد يحتمل تورطهم في أعمال تجسس لصالح طهران، بما في ذلك حاملو جوازات سفر ألمانية ومتدربون مرتبطون بالجامعة.
وفي يناير 2024، نفذت الشرطة الألمانية مداهمات في ولايات متعددة استهدفت جواسيس إيرانيين مشتبه بهم يُعتقد أنهم متورطون في عمليات تجسس ضد مواطنين إسرائيليين في ألمانيا. ورغم عدم إجراء أي اعتقالات خلال هذه العمليات، إلا أنها سلطت الضوء على التزام ألمانيا بمكافحة تهديدات الاستخبارات الأجنبية على أراضيها. وتعكس مثل هذه الإجراءات التي اتخذتها دول مثل السويد وألمانيا قلقاً متزايداً بين الدول الأوروبية بشأن نفوذ النظام الإيراني وجهود التجسس.
إن الاتهامات الخطيرة التي وجهتها السويد ضد مركز الإمام علي الإسلامي تسلط الضوء على القلق المتصاعد بشأن التجسس الإيراني في أوروبا. وإلى جانب التدابير الاستباقية التي اتخذتها ألمانيا ضد تهديدات مماثلة، فإن هذه الأحداث تؤكد على منعطف حرج في كيفية استجابة الدول الغربية للمخاطر المتصورة المرتبطة بالعمليات الدولية التي تنفذها إيران.