الأربعاء, مايو 21, 2025
14.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

“الصبرُ الرئاسي” و”أمرُ المُهمَّة”

جريدة الحرة

 بشارة شربل

أربعة أشهر بالتمام مضت على انتخابات الرئاسة بعد فراغ دستوري تَلى ستة أعوام عِجاف.

ولأن المكتوب يُقرأ من العنوان، تفاءلنا برئيس خبِرناه قائداً نظيف الكف وصاحب قرار. بيد أن فترة “ضرب الحديد وهو حامٍ” نفدَت بلا اختراقات، ما أدخَلنا في روتين رئاسي مخيِّب أخفقَ في استثمار اندفاعة ملء قصر بعبدا برئيس شبه إجماع، ومن عودة النزاهة والصراط المستقيم إلى السراي.

لا أسباب تخفيفية لإحجام الرئيس عون عن خطوات حاسمة في ملفَّين قرّر إمساك مفاتيحهما: السلاح ومحاربة الفساد. جاءته الرئاسة على طبق من دعم دولي وعربي، ومن تعطُّش اللبنانيين إلى استعادة دولة انتهكَ سيادتها عدو وشقيق، واستباحتْها ميليشيات، وعاثت فيها منظومة فساد…

والرئاسة، للتذكير، هي “قطفةُ” ما بعد “حرب الإسناد”، لم تعطَ هبةً للاستمتاع بالكرسي، ولم تنجم عن ترشيحات تنافست فيها البرامج. هي عملياً “أمرُ مهمة” للتنفيذ. القرار 1701 من أمامِك، ولبنان الغارق من ورائك. اتفاق 27 نوفمبر بين يديك ومورغان أورتاغاس تحذّرك من تباطؤ ينفد معه صبر ترامب وتأويل يطيح فرصة الدعم.

إنسَ كلام الشيخ نعيم الذي يميّز جنوب الليطاني عن شماله تخفيفاً لوقع الهزيمة ومقامرة سوء التقدير. لكن لا تنسَ أن تنسى “دوّامة الحوار” وخبريّة “استراتيجية الأمن الوطني”.

نعلم أن “رأس الحكمة” التفاهم لا الصدام، إنما شرطُه تجنّب فخِّ المتوهمين إرجاع عقارب الساعة فيما “الولي الفقيه” يخشى “كأسَ مرّ” ذاقه الخميني، سواء أذلّته واشنطن بصفقة، أو مرَّغته بضربة يحلم بعدها بألواح شمسية بدل “النووي”.

لا ينكر اللبنانيون جهود الرئيس، غير أنهم توقّعوا أن يتلهف لجدول زمني لتسليم السلاح لا أن يراهن على وقت يتناذر أو على “حوار طرشان”. ولأن اللبنانيين علّقوا آمالهم على رجل أفعال لا أقوال، فهُم يريدون نسيان تهليلات “من فرح الناس جايي” التي أسكرَت إميل لحود، و”عونَك جايي من الله” التي أتت بالوباء والوبال، ويلحّون فقط على الإيفاء بوعد “خطاب القسم” بلا استمهال ولا زيادة أو نقصان.

ولعل الرئيس يدرك أن بلاء الفساد لا تعالجه الكبسات على “النافعة” وغيرها من الأوكار. يحتاج الملف إلى صدمة تشكل عِبرة للمرتكب وللقضاء على السواء. وليبدأ الرئيس مثلاً بما هو أدرى بشعابه… فإذا كان المواطن البسيط يرى قصوراً شيّدها ضباط تولّوا في الجيش مسؤوليات، ويلاحظ تضخم ثروات رؤساء بلديات وقضاة، فإن فخامته يعلم حتماً أن تفاصيلها المُملّة تنام في أدراج “المعلومات” و”المخابرات”.

حان وقت الاختبار. أنت رأس السلطة ولديْك كل الأدوات… هل تبادر أم تريدني أن أطلب من جارنا صاحب الدكان أو عامل “الدليفري” إعطاءنا خلال ثوان لائحة بأسماء أشخاص تمنّي “رومية” النفس بمئات من أمثالهم من زمان وزمان؟

https://hura7.com/?p=52420

الأكثر قراءة