الحرة بيروت ـ خاص
شهد العالم خلال العام 2024 ارتفاعاً حاداً في عدد الأيام ذات الحرارة الخطيرة، حيث سجل السكان حول العالم معدل 41 يوماً إضافياً من الحرارة الشديدة، وفقاً لتقرير صادر عن مركز التنبؤ بالطقس العالمي ومركز المناخ، والذي أشار أيضاً إلى أن التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية أدى إلى تفاقم العديد من الظواهر الجوية المدمرة.
تأثيرات التغير المناخي
أكدت فريدريك أوتو، رئيسة قسم تحليل الطقس العالمي في إمبريال كوليدج، أن النتائج التي توصّل إليها العلماء ليست مفاجئة بل مدمّرة: “لقد لعب التغير المناخي دوراً رئيسياً في العديد من الأحداث الجوية التي درسناها، ما جعل الحرارة والجفاف والأعاصير المدارية والأمطار الغزيرة أكثر احتمالية وشدة في جميع أنحاء العالم. هذا الوضع دمر حياة الملايين، وسيستمر في التفاقم طالما استمر العالم في حرق الوقود الأحفوري”.
حرارة قياسية وتحذيرات خطيرة
سجل العام 2024 أعلى درجات حرارة على الإطلاق، حيث شهدت الأشهر الستة الأولى درجات حرارة غير مسبوقة، وبلغت ذروتها في 22 يوليو بأعلى درجة حرارة مسجلة عالمياً. هذا وتعرضت مناطق مثل شمال كاليفورنيا ووادي الموت لحرائق هائلة، بينما أغلقت درجات الحرارة المرتفعة مواقع تاريخية كالأكروبوليس في اليونان وأجبرت المدارس على الإغلاق في جنوب وجنوب شرق آسيا.
تحليل وتوثيق
قام فريق من العلماء الدوليين بمقارنة درجات الحرارة اليومية لعام 2024 مع درجات الحرارة المتوقعة في عالم خالٍ من تأثيرات التغير المناخي. فتبيّن أن بعض المناطق شهدت 150 يوماً أو أكثر من الحرارة الشديدة. وأوضحت كريستينا دال من منظمة كلايمت سنترال أن الدول الأفقر هي الأكثر تضرراً. وأشارت إلى أن الوفيات المرتبطة بالحرارة غالباً ما يتم الإبلاغ عنها بشكل غير كافٍ، ما يزيد من صعوبة رفع الوعي حول خطورة موجات الحر.
العتبة الحرجة:
حذّر العلماء من اقتراب الكوكب من تجاوز حد الاحترار البالغ 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس، وهو ما قد يحدث قريباً. وكان الباحثون قد فحصوا 29 حدثاً مناخياً متطرفاً خلال العام 2024، تسبب في وفاة 3700 شخصاً على الأقل ونزوح الملايين. وأكدوا أن معظم هذه الأحداث كانت مرتبطة بشكل مباشر بتغير المناخ، الذي زاد من شدة الظواهر الجوية، مثل العواصف والأمطار الغزيرة.
الحلول والتكيف
أشارت جولي أريجي من مركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ إلى أن الدول يمكنها تقليل تأثيرات هذه الظواهر من خلال الاستعداد والتكيف مع تغير المناخ. وأكدت أن لكل دولة دور تلعبه في مواجهة هذه التحديات.
يظل العام 2024 مناسبة للتذكير بأن العالم بحاجة إلى تحرك عاجل لخفض انبعاثات الغازات الخطيرة والمسببة للاحتباس الحراري والتصدي للتغيرات المناخية المتسارعة.
