الحرة بيروت ـ بقلم: العميد الركن المتقاعد، الدكتور حسن جوني، نائب رئيس أركان العمليات السابق في الجيش اللبناني
أما وقد تم الاتفاق في غزة، فماذا حقق الإسرائيلي؟ أين خطة الجنرالات التي تفتقت عن العبقرية الإسرائيلية وجنرالاتها؟ نعم، لقد تم تمزيقها، والغزّاويون عائدون إلى شمال القطاع!
أين مشاريع الاستيطان في غزة التي نسجتها المخيلة الجشعة لليهود الطامعين؟ نعم، لقد تخلّوا عنها قسرًا بعد أن وضعت حماس حدًّا دموياً لأطماعهم!
أين أهداف الحرب التي حدّدها نتنياهو؟ تدمير حماس؟! ها هم موجودون في أنفاقهم، ولو قتل منهم الكثير، يبقى الكثير، وتتجدد الفكرة جيلًا بعد جيل في وجه نتنياهو وعشرات الرؤساء الذين سيخلفونه إن لم يأخذ هؤلاء حقوقهم. ثم أين الهدف الأول للحرب: تحرير “الرهائن” بالقوة؟ في الحقيقة، قوة نتنياهو وجيشه قتلت بهمجيتها معظم أسراها! ولم تستطع تحرير ما تبقى إلا باتفاق!
بصراحة، وبعلم ومنطق، لستُ مع عملية طوفان الأقصى! فتكلفتها كبيرة جدًا وغير مدروسة العواقب، وإنّ حماية المجتمع برأيي أهم من كل القضايا الأخرى والشعارات والعناوين! وإنّ أعظم التضحيات تُقدّم من أجل المجتمع، وليس التضحية به من أجل أي قضية أخرى! هذا لا يلغي مفهوم الاستشهاد لأجل الوطن، ولكن ليس التسبب بتدمير المجتمع بأبنائه وبنيته وبنائه!
لذا فقد وصفتها بالصرخة الدموية في صحراء العالم القاحلة عدالةً وقانونًا وإنسانيةً، واعتبرتها عملية عسكرية ناقصة لا يفهمها الفكر العسكري!
أما وقد وقعت، فنتائجها كارثية، ولكن لا أستطيع القول، في ختام هذا المشهد المأساوي في غزة، أنّ حماس انتصرت! ولا أوافق على أنّ إسرائيل قد هُزمت!
باختصار، إنّ إسرائيل لم تنتصر على حماس التي صمدت وأجبرتها على توقيع اتفاق تبادل. فما بين الانتصار والهزيمة ثمة منطقة وسطى تسمى الفشل الإسرائيلي والصمود الفلسطيني!
أعتقد أن المواجهة ستستمر ولو بعد سنوات طويلة!