وكالات ـ قال وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، إن وقف أوكرانيا عبور ونقل الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا أمر غير مقبول مشيرا إلى أنه يتناقض مع نية كييف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكتب سيارتو في حسابه على موقع “فيسبوك” تعليقاً على قرار كييف وقف السماح بعبور الغاز من روسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 1 يناير: ” إغلاق طرق نقل الغاز الطبيعي والنفط أمر غير مقبول ويتعارض مع توقعات الاندماج في الاتحاد الأوروبي”، مشيراً إلى أن أوكرانيا، “كونها دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد، يجب أن تحافظ على مسارات إمداد الطاقة”.
وأضاف: “كان رد فعل وزارة الخارجية الأوكرانية شديد العدوانية على أنباء الأمس حول ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي نتيجة توقف عبور الغاز عبر الأراضي الأوكرانية، واليوم تم تسجيل مشروع قانون على موقع البرلمان الأوكراني يهدف إلى إغلاق طرق نقل الغاز الطبيعي والنفط القادمة من روسيا خلال فترة العمليات العسكرية”.
وفي هذا السياق، رأى سيارتو أنه من الضروري لفت انتباه الزملاء الأوكرانيين إلى أن “هناك واقعاً، وهناك حقوقاً وواجبات”. وأوضح قائلاً: “الواقع هو أن دول الاتحاد الأوروبي تتخذ بالإجماع القرارات بشأن انضمام أعضاء جدد.. بمعنى آخر، يجب علينا التصويت على انضمام كل دولة”.
ووفقاً له، فإن الحقوق هي أن “لكل دولة الحق السيادي في أن تقرر أين وبأي طريقة تحصل على الطاقة التي تحتاجها”. مضيفا أنه “لا يحق لأي طرف خارجي التأثير على هذا القرار، ولا يملك أي أحد الحق في فرض مشتريات أكثر تكلفة وغير مضمونة لمصادر الطاقة على أي دولة أخرى”.
وفي ما يتعلق بالالتزامات، أكد سيارتو أن “الدولة التي تدخل في اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، بل وتريد أن تصبح عضواً في الاتحاد، ملزمة بالمساهمة في أمن الطاقة فيه من خلال ضمان سلامة طرق النقل”.
وفي وقت سابق، أفاد سيارتو بأن أسعار الوقود في أوروبا ارتفعت بنسبة 20 بالمئة بسبب وقف عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
وكانت شركة “غازبروم” الروسية قالت الأربعاء الماضي إنها حُرمت من القدرة التقنية والقانونية على توريد الغاز للترانزيت عبر أوكرانيا، بسبب انتهاء الاتفاق مع شركة “نافتوغاز” الأوكرانية اعتباراً من الأول من يناير الجاري.
وتؤكد بيانات مشغلي نقل الغاز الأوروبي أيضاً وقف الإمدادات إلى سلوفاكيا وجمهورية التشيك والنمسا وإيطاليا ومولدوفا في هذا المجال.
ونوهت شركة “غازبروم” بأنها ضخت في العام الماضي حوالى 15 مليار متر مكعب من الوقود عبر هذا الطريق، وهو ما يعادل 4.5 بالمئة من إجمالي الاستهلاك في الاتحاد الأوروبي.
ويشار إلى أنه بعد توقف الإمدادات، فإن المصدر الوحيد لغاز الأنابيب الروسي بالنسبة للأوروبيين سيظل، “سيل البلقان”، الذي يتلقى الوقود الأزرق من خط “السيل التركي”.
ويجري سنوياً ضخ بين 14 و15 مليار متر مكعب من الغاز تقريباً إلى رومانيا واليونان ومقدونيا الشمالية وصربيا والبوسنة والهرسك وهنغاريا عبر هذا الخط.
