خاص – أكدت مصادر استخباراتية أن الحكومة النرويجية ومسؤولي الاستخبارات يخشون على مستقبل شراكتها الاستخباراتية الوثيقة مع الولايات المتحدة، إذ هم قلقون من أن إدارة ترامب قد تتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من حلفائها. فبعد الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض والتحركات الأخيرة لتهميش أوروبا، يناقش المسؤولون في جهاز الاستخبارات النرويجي والحكومة النرويجية بجدية ما إذا كان حليفهم الأكثر أهمية يمكن أن يغير موقفه ويصبح تهديداً.
أصبحت علاقة تبادل المعلومات الاستخباراتية الوثيقة، التي استمرت لعقود بين النرويج والولايات المتحدة، والتي يطلق عليها في بعض الأحيان اسم “مركز التنصت التابع لحلف شمال الأطلسي” في الشمال، محل تدقيق جديد. وتتحدث المصادر بالفعل عن مخاوف من احتمال مشاركة الولايات المتحدة، عن قصد أو بغير قصد، معلومات حساسة حصلت عليها النرويج، مع روسيا.
وتقول المصادر حسب التقارير إن الشركاء الأمريكيين يخشون على وظائفهم، ومن عواقب أجندة ترامب. لكن جهاز الاستخبارات الوطني نفى علناً التقرير. وأوضح رئيس جهاز الاستخبارات الوطني، نيلز أندرياس ستينسونيس، في السادس من مارس 2025: “إن جهاز الاستخبارات ينأى بنفسه بشدة عن الاتهامات الواردة في المقال الذي نشرته تقرير صحيفة DN”.
وأضاف ستينسونيس أن “هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، والنرويج لديها تعاون استخباراتي قوي وجيد مع الولايات المتحدة”. لكن بحسب النرويجيين، فهم يرون سيناريوهات مثيرة للقلق. وتشير التقييمات الداخلية لجهاز الاستخبارات الوطني إلى العديد من المخاطر الناجمة عن تعاونه مع وكالات الاستخبارات الأمريكية.
قد تقرر الولايات المتحدة في أحد السيناريوهات، تبادل المعلومات مع روسيا لاستمالتها بعيداً عن الصين كجزء من محاولة لتقسيم الشراكة الروسية الصينية “بلا حدود”. وفي سيناريو آخر، قد يؤدي استبدال ترامب لمسؤولين رئيسيين بجهات فاعلة تعوزها الكفاءة إلى قيامهم بتبادل معلومات استخباراتية حساسة مع النرويج عن طريق الخطأ. وقد تفقد الولايات المتحدة أيضاً اهتمامها بالمعلومات النرويجية، مما يؤدي إلى إزالة ورقة مساومة قوية من الجانب النرويجي.
على سبيل المثال، يشير التقييم إلى افتقار مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية الجديدة، تولسي غابارد، إلى الخبرة والدعم لنقاط الحوار التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا. وقالت مصادر DN إن روسيا لم ترد بالمثل على الأمر الأمريكي بوقف العمليات السيبرانية الهجومية، وتواصل أنشطتها الهجومية كما في السابق.
عدم اليقين بشأن الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا
قدم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا الشهر تأكيدات علنية حول التزام بلاده المستمر بشراكتها الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، على الرغم من حدوث الكثير منذ ذلك الحين. وفي الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، في السادس من مارس 2025، أن الوكالات الفرنسية تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الأوكرانيين، بعد تجميد الولايات المتحدة الدراماتيكي لجميع المساعدات العسكرية التي تتقاسمها مع كييف.
وتابع لوكورنو: “إن قدراتنا الاستخباراتية خاصة بنا” وخالية من أي تحالفات بين دول مختلفة، على عكس المملكة المتحدة. وكان الوزير الفرنسي يشير إلى مشاركة المملكة المتحدة في مجموعة الاستخبارات “الخمس عيون” مع الأمريكيين، وهي المجموعة التي تضم أيضاً كندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وأضاف لوكورنو: “بالنسبة لأصدقائنا البريطانيين، فإن تبادل المعلومات مع أوكرانيا ربما يكون أكثر تعقيداً”. ويقال إن النرويج تتصارع الآن مع أسئلة مماثلة، ولكن في الوقت الراهن، فإن الخط الرسمي بشأن تعاون الولايات المتحدة واضح. فقد أكد ستينسونيس أن “الشراكة متينة وموجهة في جميع الأوقات ضد التهديدات، وكلا البلدين يخدمهما التفاهم والحذر”.