خاص – تتطور الحماية المدنية في ألمانيا بشكل بطئ وفقاً للصليب الأحمر الألماني، لذلك سيتعين على ألمانيا استثمار مليارات الدولارات لحماية السكان في حالة الطوارئ. حيث انتقدت منظمة الصليب الأحمر الألمانية العجز الكبير في الحماية المدنية الألمانية وحذرت من عدم الاستعداد الكافي لمواجهة الأزمات أو حالات الحرب.
فجوات كبيرة في تطوير الحماية المدنية
أفاد تقرير في مارس 2025 أن الأمين العام للمنظمة، كريستيان رويتر، يرى فجوات كبيرة بشكل خاص في توفير السكن والرعاية الطبية وتدريب المساعدين. وأوضح رويتر أن “نقطة التحول” التي أعلنها المستشار أولاف شولتز لم تنعكس على الحماية المدنية. كما أن هناك حالياً نقص في الملاجئ الطارئة لما يصل إلى 1.7 مليون شخص وفي موظفي الإغاثة من الكوارث المدربين بشكل كافٍ. في حين أن قدرات المستشفيات ليست مهيأة لمواجهة المواقف الدفاعية، والاعتماد على آسيا في توفير المضادات الحيوية يشكل خطراً.
تطوير الحماية المدنية في ألمانيا
ولهذا السبب، يطالب الصليب الأحمر الألماني بـ20 مليار يورو على المدى القصير من الصندوق الخاص بالبنية التحتية الذي تبلغ قيمته 500 مليار يورو. وتشير ورقة النتائج السياسية إلى أنه يجب تعزيز الحماية المدنية وحماية السكان، ولكن حتى الآن لم يتم تخصيص أي أموال كافية لهذا الغرض. وبحسب رويتر، فإن الاستثمارات الإضافية “متأخرة للغاية” وتدعو إلى زيادة كبيرة في الميزانية العادية لوزارة الداخلية، والتي تبلغ حالياً ما بين 500 و600 مليون يورو سنوياً. وبدلاً من ذلك، هناك حاجة إلى نحو 2.5 مليار يورو.
من أجل تحسين حماية السكان، تستثمر المنظمة أموالها الخاصة في مركز حماية مدنية حديث في Luckenwalde. ويجري هناك بناء ما يسمى بـ”وحدة الرعاية المتنقلة”، التي يمكنها توفير الرعاية الكافية ذاتياً لما يصل إلى 5000 شخص في حالات الطوارئ. وكان من المفترض في الواقع إنشاء 10 وحدات من هذا النوع على مستوى البلاد، لكن الحكومة الفيدرالية لم تمول حتى الآن سوى وحدة واحدة فقط بالكامل. وانتقد رويتر هذا الأمر ووصفه بأنه “قطرة في محيط”.
النظام الصحي في ألمانيا غير مستعد للحرب
يرى الصليب الأحمر الألماني مشكلة أخرى في نظام الرعاية الصحية، الذي يعاني بالفعل من إغلاق المستشفيات ونقص الموظفين. ففي حالة اندلاع حرب محتملة، القدرات غير كافية على الإطلاق. ومن المهم بشكل خاص إعداد السكان بشكل أفضل لمواجهة حالات الأزمات. إذ ينبغي للأسر تخزين الإمدادات ويجب توفير المزيد من التدريب للمساعدين. والهدف هو أن يشارك 16 مليون مواطن في دورات الإسعافات الأولية ذات المحتوى المتعلق بالحماية الذاتية.
يرفض الصليب الأحمر الألماني الالتزام بالخدمة العامة، لكنه يقترح زيادة المعلومات للشباب حول الخدمات التطوعية. وبتوفير حوافز مالية أفضل، يمكن تجنيد ما يصل إلى 200 ألف متطوع كل عام. وسوف يكلف هذا الأمر نحو ثلاثة مليارات يورو سنوياً، ولكنه سيكون أقل كلفة من إعادة فرض التجنيد الإجباري.
يعمل الصليب الأحمر الألماني والخدمة الطبية للجيش الألماني الآن معاً بشكل أوثق للاستعداد لسيناريوهات الحرب المحتملة. وتضمن المنظمة توفير إمدادات الدم للقوات المسلحة وتعمل على تكوين مجموعة من الأطباء والممرضات المدنيين المتطوعين الذين يمكنهم المساعدة في الخدمة الطبية العسكرية. كما أن هناك أيضاً خططاً لعلاج الجنود الجرحى في عيادات المنظمة.