الأربعاء, أبريل 23, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

النمسا ـ هجوم إرهابي يعيد إطلاق الجدل حول الهجرة

خاص – هاجم طالب لجوء سوري فجأة المارة في فيلاخ، ما أدى إلى مقتل مراهق وإصابة خمسة آخرين. وأكد وزير الداخلية النمساوي، جيرهارد كارنر، أن الجاني مرتبط بتنظيم داعش وأصبح متطرفاً عبر الإنترنت “في فترة قصيرة من الزمن”. وتابع كارنر في 16 فبراير 2025 أن المشتبه به، السوري الجنسية، الذي بدأ بمهاجمة المارة بشكل عشوائي بسكين كان “مهاجماً إسلاموياً”.

ويمثل هذا الهجوم الإرهابي الثاني في النمسا في السنوات الأخيرة. ففي نوفمبر 2020، نفذ رجل حاول سابقاً الانضمام إلى تنظيم “داعش” هجوماً في فيينا، مسلحاً ببندقية آلية وسترة ناسفة مزيفة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وترديه.

وفي السابع من أغسطس 2024، تم القبض على شاب يبلغ من العمر 19 عاماً في تيرنتز (منطقة نيونكيرشن)، ثم لاحقاً شاب يبلغ من العمر 17 عاماً في فيينا. وقيل إنهم “بايعوا تنظيم داعش”، وبحسب الشرطة، فقد تم ضبط مواد كيميائية بحوزتهم. وفي 24 ديسمبر 2023، ألقت هيئة حماية الدستور الفيدرالية القبض على أربعة مشتبه بهم في الإرهاب بتهمة التخطيط لهجوم على كاتدرائية القديس ستيفن.

ماذا نعرف عن الهجوم؟

أوضح كارنر أنه يشعر “بالغضب إزاء المهاجم الإسلاموي الذي طعن الناس الأبرياء دون تمييز هنا في هذه المدينة”. وقالت الشرطة إن المشتبه به استخدم سكيناً قابلاً للطي لاستهداف المارة. وتم القبض عليه بعد وقت قصير من الهجوم، عندما أوقفه سوري آخر – سائق توصيل طعام – بصدمه بسيارته. ولفتت الشرطة إلى أن المشتبه به هو طالب لجوء لكنه يملك تصريح إقامة ساري المفعول وليس لديه سجل إجرامي.

ووفق الشرطة، فقد عثرت خلال مداهمة شقة المشتبه به على “أدلة واضحة على الفكر المتطرف الإسلاموي”، مثل أعلام تنظيم “داعش” على الحائط. وأضافت أنه لم يتم العثور على أسلحة أو “أشياء خطيرة أخرى”، في حين أن المشتبه به يخضع للتحقيق بتهمة “القتل ومحاولة القتل”.

هجوم يعيد إطلاق الجدل حول الهجرة

ودان الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، الهجوم ووصفه بأنه “مروع”. ودعا حاكم كارينثيا، بيتر كايزر، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى “أقسى العواقب” لهذه “الجرائم التي لا تصدق”. وفي غضون ذلك، دعا زعيم اليمين المتطرف، هربرت كيكل، إلى “شن حملة صارمة على اللجوء”. وقال: “من النمسا إلى الاتحاد الأوروبي، القواعد الخاطئة سارية في كل مكان. لا يُسمح لأحد بتحديها، كل شيء مُعلن مقدس”، مضيفاً أن “حزبه حدد ما اعتبره تغييرات ضرورية لقوانين الهجرة في برنامجه الانتخابي”.

وأشار كارنر إلى أنه يزمع إجراء “عمليات فحص عشوائية جماعية لمجموعات مستهدفة خاصة، أي طالبي اللجوء من أصول سورية أو أفغانية”، في محاولة لمنع مثل هذه الهجمات. إلا أنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.

لقد تصدر حزب “الحرية” الذي يتزعمه كيكل الانتخابات الوطنية التي جرت في سبتمبر 2024 بشكل غير مسبوق، ولكنه أعلن في فبراير 2025 أنه فشل في تشكيل حكومة مع المحافظين الذين احتلوا المركز الثاني في الانتخابات. كما فشلت الأحزاب في التوصل إلى إجماع بشأن من سيتولى المناصب الوزارية الحساسة التي تتعامل مع الأمن.

الجالية السورية في النمسا تدين الهجوم

دانت الجالية السورية في النمسا الهجوم ونأت بنفسها عنه في بيان على موقع “فيسبوك”. وجاء في البيان: “نود أن نؤكد: كل من يثير الفتن ويخل بسلام المجتمع لا يمثل السوريين الذين سعوا وحصلوا على الحماية هنا”. وتستضيف النمسا، مثل العديد من البلدان الأخرى في أوروبا، جالية سورية كبيرة الحجم، فر أغلب أفرادها خلال الصراع في سوريا التي استمر لأكثر من عقد من الزمان. كما أدان المجلس التمثيلي الإسلامي في النمسا “الهجوم الإرهابي”.

عندما أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد في هجوم خاطف في ديسمبر 2024، انضمت النمسا إلى مجموعة من الدول الأوروبية التي جمدت طلبات اللجوء المعلقة من السوريين. كما أوقفت البلاد لم شمل الأسر، وأرسلت ما لا يقل عن 2400 خطاب لإلغاء وضع اللاجئ. وقالت وزارة الداخلية النمساوية إنها تستعد “لبرنامج منظم لإعادة وترحيل السوريين إلى سوريا”.

التطرف على الإنترنت

تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن المتطرفين العنيفين أصبحوا أصغر سناً. وفي هذا السياق، تدرك السلطات الأمنية أن هناك بعض الأشخاص الذين ما زالوا قاصرين وقادرين على ارتكاب أعمال إرهابية. كما أن عمليات التجنيد والاستقطاب تتم في المقام الأول على شبكة الإنترنت. حيث يحظى المؤثرون والدعاة المتطرفون بشعبية متزايدة، خاصة على منصات مثل “تيك توك” و”تيليغرام”. وكانت الحكومة النمساوية قد رفعت مستوى التأهب الأمني عند المستوى الرابع، وهو ثاني أعلى مستوى من الاستنفار.

https://hura7.com/?p=44771

الأكثر قراءة