الأحد, مارس 16, 2025
7.3 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

اليمين المتطرف في أوروبا يتجنب انتقاد ترامب

خاص – يحاول العديد من نواب اليمين المتطرف في أوروبا البقاء في دائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتجنب انتقاده، مع الحفاظ على مصداقيتهم في وطنهم. ولطالما سعت الدوائر اليمينية المتطرفة والمحافظة في أوروبا إلى بناء علاقات مع الحزب الجمهوري الأمريكي مع إبداء الإعجاب بسياساته اليمينية والمحافظة.

لكن قرار ترامب وقف الدعم العسكري لأوكرانيا وخلافه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثار غضباً بين الأحزاب في جميع أنحاء أوروبا. فالعديد من الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة منخرطة في عملية موازنة معقدة، والتي تتضمن إظهار دعمها العلني لترامب أو على الأقل الامتناع عن انتقاده في حين تسعى جاهدة إلى البقاء شعبية وموثوقة محلياً.

فرنسا: حزب التجمع الوطني يتطلع لبناء علاقات مع ترامب

لطالما سعى سياسيون من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا إلى بناء علاقات مع ترامب والحزب الجمهوري. ووصف الرئيس الأمريكي زعيمة الحزب السابقة مارين لوبان بأنها “أفضل مرشحة” في السباق الرئاسي الفرنسي لعام 2017. لكن بعد تبادل الخلافات بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي في وقت سابق من هذا الشهر، انتقدت لوبان “خطورة” تعليق الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.

لم تنتقد لوبان دوافع قرار ترامب، لكنها صرحت لصحيفة “لو فيغارو” بأنها وجدت أن “خطورة هذا القرار تستحق الاستنكار”، مضيفة أن هذه الخطوة “خطيرة للغاية بالنسبة للجنود الأوكرانيين المنخرطين في الدفاع الوطني عن بلادهم”.

وشكلت هذه التصريحات تحولاً عن الموقف الذي اتخذته لوبان قبل أيام، إذ تجاهلت حادثة المكتب البيضاوي عندما سئلت عنها في باريس. وبحسب لوبان، فإن “زعماء العالم قادرون على التحدث إلى بعضهم البعض بشغف، وقادرون على التعامل مع الخلافات”. فعندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني من أوكرانيا قبل أكثر من عقد من الزمن، أكدت لوبان أنها كانت أرضاً روسية وعارضت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو.

ودافع أعضاء آخرون في التجمع الوطني عن المحادثة التي جرت بين ترامب وزيلينسكي. وأكد النائب جان فيليب تانجوي أن زيلينسكي “لم يشعر بالإذلال”، نافياً المزاعم بأن ترامب ونائبه جيه دي فانس اتبعا سلوكاً أشبه بالإجبار. وتأتي هذه التناقضات في وقت يسعى فيه التجمع الوطني تحت قيادة جوردان بارديلا إلى تحسين صورته وعلاقاته السابقة مع روسيا، والتي لم تحظَ بقبول جيد لدى الناخبين الفرنسيين بعد غزو موسكو الكامل لأوكرانيا في عام 2022.

بريطانيا: حزب الإصلاح يرى أن ترامب مصدر إلهام

أكد نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف في المملكة المتحدة والزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة المؤيد للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي في فبراير 2025، لأنصاره، أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 “يجب أن يكون بمثابة مصدر إلهام”.

وعندما زعم ترامب أن زيلينسكي “دكتاتور” على منصته Truth Social، أوضح فاراج: “يجب عليك دائماً أن تأخذ كل ما يقوله دونالد ترامب على محمل الجد، ولا يجب عليك دائماً أن تأخذ الأشياء التي يقولها ترامب حرفياً. أعتقد أن هذا ينطبق كثيراً في هذه الحالة”.

وتتوافق تعليقات فاراج مع تصريح أدلى به مدير الحملة الانتخابية السابق للرئيس الأمريكي كوري ليفاندوفسكي في مقابلة أجريت معه عام 2016. وقال حينها: “أنتم (وسائل الإعلام) أخذتم كل ما قاله دونالد ترامب حرفياً”. وعلى غرار ليفاندوفسكي، لم يتناقض فاراج مع ترامب تماماً. بل إنه، بدلاً من ذلك، ألقى باللوم على وسائل الإعلام وأولئك الذين حملوه المسؤولية عن تصريحاته.

يرى راسل فوستر، المحاضر الكبير في السياسة الدولية في كينغز كوليدج أن “ترامب يقول اقفز، وفاراج يسأل: “إلى أي ارتفاع؟”. وأوضح فوستر أن “نايجل فاراج لا يزال يصر على دعمه لترامب، على الرغم من أن الشعب البريطاني لا يحبه بوضوح. لقد أخطأ في قراءة الموقف، وهذا من شأنه أن يعيق موقفه السياسي بشكل كبير”.

على الرغم من أن أنصار فاراج أكثر ميلاً إلى التعاطف مع روسيا وترامب، إلا أن الانتقادات الموجهة للرئيس الأمريكي اشتدت في المملكة المتحدة في أعقاب خلافه مع زيلينسكي. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “يوغوف” بعد اجتماع ترامب وزيلينسكي أن 80% من البريطانيين غير مؤيدين للرئيس الأمريكي، مقارنة بـ73% قبل مارس 2025.

حاول فاراج التهرب من الأسئلة المتعلقة بهذه القضية. وعندما سئل عما إذا كان هناك أي شيء “متطرف” في لغة ترامب، قال: “سواء كان هناك أي شيء “متطرف” أم لا، فإننا نتجه نحو السلام”. وفي حين قال فاراج إنه لم يكن “يدافع عن فانس وترامب”، إلا أنه كرر ادعاءات الثنائي بأن الرئيس الأوكراني كان على خلاف معهما”.

ألمانيا: حزب “البديل” يلقي باللوم على زيلينسكي

عمل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) بجهد لبناء علاقات مع إدارة ترامب، حيث انضم الملياردير المساعد للرئيس الأمريكي في مجال التكنولوجيا، إيلون ماسك، إلى حدث الحملة الانتخابية للحزب اليميني المتطرف في يناير 2025. وبعد الخلاف الذي نشب في المكتب البيضاوي الشهر الماضي، نشرت زعيمة حزب “البديل”، أليس فايدل، صورة لترامب وهو يلوح بإصبعه في وجه زيلينسكي مع تعليق “تاريخي. ترامب وفانس”. علماً بأن ليس لحزبها سجل في دعم أوكرانيا.

في العام 2024، غادر عدد كبير من ساسة حزب “البديل من أجل ألمانيا” مبنى البرلمان الألماني عندما ناشد زيلينسكي المشرعين تقديم المزيد من الدعم لبلاده. وخلال حملته الانتخابية، دعا الحزب أيضاً إلى إنهاء الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا.

يقول السياسي من حزب “البديل”، تينو شروبالا، إنه يجب تحقيق السلام في أوكرانيا حتى لو لم يكن زيلينسكي متورطاً. وأضاف شروبالا: “الرئيس ترامب يلغي المحادثات مع الرئيس زيلينسكي لأنه غير مستعد للسلام. لا يزال يتعين تحقيق السلام، حتى بدون الرئيس زيلينسكي”.

وألقى بيورن هوكه، زعيم الجناح الأكثر تطرفاً في الحزب، باللوم على زيلينسكي في أعقاب اجتماع المكتب البيضاوي، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني “قرر إهانة مضيفيه”. وفي حين يواصل حزب “البديل” دعم ترامب، يقول بعض الخبراء إن خطابه كان حذراً نسبياً في ضوء الأحداث الأخيرة. وأوضح فوستر من كينغز كوليدج: “يبدو أنهم خففوا إلى حد كبير من حدة خطابهم المؤيد لترامب وبوتين”.

المجر: أوربان يشيد بترامب

كتب زعيم حزب فيدس الحاكم بعد وقت قصير من اجتماع ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي: “الرجال الأقوياء يصنعون السلام، والرجال الضعفاء يصنعون الحرب”، مشيداً بترامب لوقوفه “بشجاعة من أجل السلام”.

وكان أوربان لفترة طويلة أحد أشد منتقدي الاتحاد الأوروبي. وبفضل علاقاته الودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عارض رئيس الوزراء المجري باستمرار وحزم الدعم العسكري الأوروبية لأوكرانيا، مدعياً أن الدعم الغربي يطيل أمد حرب روسيا.

يقول فوستر: “لا أعتقد أن أوربان متعاطف بالضرورة مع ترامب، لكنه مؤيد للغاية لبوتين، لذا فهو ينظر إلى ترامب باعتباره طريقاً إلى بوتين”. وحث رئيس الوزراء المجري الاتحاد الأوروبي على السير على خطى ترامب وفتح محادثات مباشرة مع الكرملين بينما عرقل الموافقة على الاستنتاجات المشتركة الداعمة لأوكرانيا في القمة التي عقدها زعماء أوروبا السبع والعشرون في بروكسل في السادس من مارس 2025.

واختتم فوستر قوله: “إن أوربان يحب بوتين حقاً ويريد أن يكون حليفه، ولكنه يحب أيضاً أن تكون لديه القدرة على تصوير نفسه كقائد لنوع من المقاومة للاتحاد الأوروبي والعولمة”.

https://hura7.com/?p=46318

الأكثر قراءة