DW – ترجمة – تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى العاصمة السورية دمشق في الثالث من يناير 2024 لإجراء محادثات مع الحكومة الجديدة في البلاد.
وأكدت بيربوك، وفقاً لبيان صادر عن الوزارة قبل مغادرتها إلى دمشق، أن رحلتها مع نظيرتها الفرنسية وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي – هي إشارة واضحة إلى السوريين لبداية سياسية جديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا.
فصل جديد بدأ في سوريا
وقالت بيربوك في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “انتهى الفصل المؤلم من النظام السوري السابق. بدأ فصل جديد، لكنه لم يُكتب بعد لأن لدى السوريين فرصة لرسم مصير دولتهم بأيديهم مرة أخرى”.
وأضافت أن علاقات الحكومة السورية الجديدة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي مشروطة بأن تلعب النساء والرجال من جميع المعتقدات العرقية والدينية دوراً في النظام السياسي الجديد في سوريا وأن تتمّ حمايتهم.
يقوم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أيضاً بزيارة إلى سوريا وكتب في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “تقف فرنسا وألمانيا معاً إلى جانب الشعب السوري بكل تنوعه”. وأعرب بارو بعد وصوله إلى دمشق عن أمله في أن تكون سوريا “ذات سيادة ومستقرة وسلمية”.
وأضاف أن هناك أملاً في أن تتحقق تطلعات جميع السوريين، لكنه أمل هش. وتأتي الزيارة بعد أن نجحت الجماعات المسلحة في سوريا، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، في السيطرة على البلاد بسرعة، مع فرار الرئيس السابق بشار الأسد إلى روسيا. ويُعتبر زعيم “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع، الآن رئيساً للحكومة الانتقالية في سوريا.
في الأيام التي أعقبت الإطاحة بالنظام السوري السابق، كانت الحكومات الغربية تدرس أفضل السبل للتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بالنظر إلى أن “هيئة تحرير الشام” تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تصنيفها كمنظمة إرهابية.
هذا وأكدت بيربوك في بيان لها: “نحن نعلم من أين جاءت “هيئة تحرير الشام” أيديولوجياً، وماذا فعلت في الماضي. لكننا نسمع ونرى أيضاً الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع الجهات الفاعلة المهمة الأخرى”.
قرابة مليون سوري في ألمانيا
وبحسب المكتب الاتحادي للإحصاء الألماني، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا في نهاية العام 2023 نحو 973 ألف شخصاً. وحصل نحو 712 ألفاً منهم على اللجوء.
وقد جاء معظمهم في العام 2015، عندما قررت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل آنذاك السماح للاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا بدخول البلاد.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) قد أصدر بعد يوم واحد من سقوط النظام في سوريا، قراراً بتجميد فوري لطلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين.