الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

من برلين إلى البيت الأبيض: ميرتس يقنع ترامب بمواصلة الحرب

جريدة الحرة

وكالات ـ في خضم التحوّلات الجيوسياسية المتسارعة في أوروبا والعالم، لا يزال الملف الأوكراني يتصدّر المشهد، لاسيما بعد أن كشفت برلين عن دورها الخفي في إقناع واشنطن بمواصلة الدعم العسكري لكييف. وقد أماطت التصريحات الألمانية الأخيرة اللثام عن كواليس هذا التحوّل الكبير، وفتحت باب التساؤلات بشأن الموقف الروسي الرافض ودلالات هذا المسار على المستوى الدولي.

ميرتس يقنع ترامب بمواصلة دعم أوكرانيا

صرّح وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، بأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا يعود بدرجة كبيرة إلى جهود المستشار الألماني، فريدريش ميرتس. وقال فاديفول في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية: “أوروبا بأسرها تقف إلى جانب أوكرانيا، والولايات المتحدة مستعدة لمواصلة الدعم، وقد تحقق ذلك إلى حدٍّ كبير بفضل مبادرة المستشار الألماني”.

كواليس الضغوط الألمانية داخل البيت الأبيض وقمة السبع

أضاف الوزير أن “ميرتس لعب دورًا محوريًّا في تغيير موقف ترامب”، مشيرًا إلى أن المستشار عبّر منذ البداية، وبوضوح، عن دعمه القوي لأوكرانيا، وناقش هذا الموقف صراحةً مع ترامب داخل المكتب البيضاوي، وكذلك خلال قمة مجموعة السبع. وتابع فاديفول: “تواصل ميرتس هاتفيًّا مع ترامب، وأوضح له أن الولايات المتحدة اليوم بحاجة إلى شركاء أقوياء. ويمكننا أن نكون فخورين بقدرة المستشار على إقامة روابط جيدة مع الرئيس الأمريكي، وبأن صوت ألمانيا يُسمع مجددًا في واشنطن”.

اتفاق تسليح جديد: الناتو يعوّض واشنطن بالكامل

وكان ترامب قد أعلن، عقب لقائه بالأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روته، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة ستقدّم مزيدًا من الأسلحة والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بتمويل مباشر من الحلفاء الأوروبيين في الناتو. وأوضح أن الآلية تنص على أن تزود واشنطن الناتو بالأسلحة، على أن يعوّضها الحلف كامل التكاليف، على أن تبدأ التوريدات فورًا. ولاحقًا، أشار ترامب إلى أن الإمدادات ستشمل أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت”، حيث ستنقل بعض الدول الأوروبية مخزونها إلى كييف، بينما تتكفّل الولايات المتحدة بتحديث وتسليح هذه الدول مجددًا.

موسكو تحذّر: شحنات السلاح «لعب بالنار»

من جانبها، ترى موسكو أن استمرار إمداد كييف بالأسلحة يعقّد جهود التسوية، ويُورّط دول الناتو في النزاع بشكل مباشر، واصفةً ذلك بأنه “لعب بالنار”. وقد شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن أي شحنة أسلحة موجهة إلى أوكرانيا ستكون هدفًا مشروعًا للقوات الروسية. كما أكّد الكرملين أن مثل هذه الإمدادات لن تُسهم في دفع عجلة المفاوضات، بل ستُفاقم التصعيد وتُطيل أمد الحرب.

هل تسعى ألمانيا لقيادة أوروبا سياسيًّا وعسكريًّا؟

تكشف هذه التصريحات عن سعي ألماني واضح إلى ترسيخ موقعها كقوة قيادية داخل الاتحاد الأوروبي، قادرة على التأثير في قرارات الأمن الدولي عبر أداء دور الوسيط المحوري بين أوروبا والولايات المتحدة. وبذلك، لا يكتفي ميرتس بمحاولة استعادة الثقة الألمانية–الأمريكية، بل يعمل على تأكيد موقع برلين كقائد سياسي وعسكري لأوروبا في مواجهة روسيا.

https://hura7.com/?p=62129

الأكثر قراءة