خاص – تدرس بروكسل بناء شبكة أقمار صناعية جديدة لتوفير المعلومات العسكرية مع تزايد الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع الأوروبي. ويهدف النظام إلى استبدال القدرات الأمريكية جزئياً، بعد أن أبرز توقف الرئيس دونالد ترامب عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا في مارس 2025 اعتماد أوروبا على واشنطن.
صرح أندريوس كوبيليوس، مفوض الدفاع والفضاء، لصحيفة فاينانشال تايمز: “نظراً للتغيرات في الوضع الجيوسياسي، تدرس المفوضية الأوروبية توسيع قدراتها عبر الأقمار الصناعية لتحسين دعم الاستخبارات الجغرافية المكانية للأمن”. وستُستخدم شبكة الأقمار الصناعية الجديدة للكشف عن التهديدات مثل حركة القوات وتنسيق العمل العسكري. وقد بدأت المناقشات للتو، لكن كوبيليوس قال إن الاتحاد بحاجة إلى شبكة تُكمل البرامج الأخرى المستخدمة في الملاحة ومراقبة الأرض.
وستحتاج إلى إنتاج معلومات مُحدثة بشكل أكثر تكراراً من نظام كوبرنيكوس منخفض المدار، الذي يراقب تغير المناخ والكوارث الطبيعية لكنه لا يُنتج صوراً إلا كل 24 ساعة تقريباً. وبعد أن أقر كوبيليوس بأن المشروع سيكون مكلفاًَ ويستغرق وقتاً طويلاً للبناء، لفت إلى أنه سيسأل الدول الأعضاء عما إذا كانت تريد “نهجاً تجارياً مؤقتاً”.
وأكد التطلع إلى إنشاء نظام متخصص كخدمة حكومية لرصد الأرض. إذ سيتمتع هذا النظام بتكنولوجيا متقدمة وتوافر بيانات عالي. وأضاف أن النظام سيعمل في مدار أرضي منخفض. وتتطلب هذه الشبكات عشرات الأقمار الصناعية. ويقول إن أفضل الأنظمة التجارية قادرة على تتبع الأهداف والانتشارات العسكرية بتحديثات كل 30 دقيقة.
كما تقوم المفوضية بشراء IRIS²، وهي شبكة إنترنت عريض النطاق متعددة المدارات خاصة بها في مدار أرضي منخفض. وستكمل خلال العام 2025 برنامج Govsatcom، الذي سيربط أنظمة الدول الأعضاء.
وكان كوبيليوس يتحدث قبيل إطلاق خطة دفاعية في مارس 2025. وقد وفّرت المفوضية قروضاً بقيمة 150 مليار يورو للدول الأعضاء، وستسمح لها باستبعاد بعض الإنفاق الدفاعي من قواعدها المالية، مما يتيح لها بالالتزام بما يصل إلى 650 مليار يورو إضافية. وتسمح الخطة للدول الأعضاء بطلب المفوضية لشراء الأسلحة، وتجميع الطلب لتأمين أسعار أفضل.
ولم تحدد المفوضية بعد كيفية تقييد الإنفاق، لكن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين قالت إن الأموال يجب أن تُنفق على المنتجات الأوروبية. ويوفق كوبيليوس، فإن الدول المشمولة بهذا النطاق تشمل النرويج و”آمل” المملكة المتحدة.
وتابع المفوض الأوروبي بأن تركيا “لا تزال قيد النقاش”. لكنه أشار إلى أن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 13 مارس 2025، وهو ما شكل “رمزاً واضحاً”.
وأكمل قائلاً إن الأموال يمكن استخدامها لشراء أسلحة من أوكرانيا لقواتها المسلحة. وأضاف أن أسعارها تُباع بنصف أسعار الأسلحة الغربية، و”بالطبع، هذا يدعم الاقتصاد الأوكراني”. وأوضح كوبيليوس أن الخطة ستُسلِّط الضوء على المجالات الاستراتيجية التي تعتمد فيها دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الولايات المتحدة. وتشمل هذه المجالات قدرات النقل الجوي، والتزود بالوقود جواً، والإنذار الجوي والتحكم فيه.
كما أنه سيعطي الأولوية لنظام الدفاع الصاروخي، والذي قد يكلف 500 مليار يورو. واختتم قوله: “هل سنطور هذا الدفاع الجوي لكل دولة على حدة أم بشكل جماعي؟ أعتقد أنه من الأفضل وجود نظام مشترك للتنسيق يغطي كامل أراضيها. لكن هذا ليس قرارنا”.