الأحد, فبراير 9, 2025
0.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

بشارة أبي يونس ـ السياحة البيئية الأثرية الدينية في جبيل: عندما يجتمع الإيمان والجمال في مكان واحد

bechara abi youness

الحرة بيروت ـ بقلم: بشارة أبي يونس، رئيس حزب الإنقاذ البيئي

لا شك أن وزارة البيئة وزارة مهمة ولكن يجب تفعيلها بتقوية ميزانيتها. فهذه الوزارة هي في الواقع من أفقر الوزارات من حيث ميزانيتها التي لا تتجاوز 0.03% من ميزانية الدولة، وأنا أعني ما أقول بالفعل لا بالكلام، والجميع يعرف قلّة مواردها لتقوم بدورها الريادي. فهي لا تقلّ شأناً وأهمية عن سائر وزارات البيئة في دول العالم الراقية.

سأتناول اليوم السياحة البيئية الأثرية الدينية في مدينة الحرف جبيل (بيبلوس). فمن نِعم الله على بلاد جبيل أنها تحتوي على الأنواع الثلاثة من السياحة حيث بإمكان السائح أن يتجوّل في بلاد جبيل، من سواحلها إلى جردها، ومن شمالها إلى جنوبها، وفي وسطها وأطرافها، فيجد ما ترسّخ في ذاكرة التاريخ من آثار، وما انطبع من معالم السحر والجمال من طبيعة واخضرار ومياه وأنهار، وما يدعو إلى الإيمان العميق بعجائب الله في قديسيه ونعمه على شعبه.

طريق القديسين

نبدأ رحلتنا إلى دير القديسة تريزا في منطقة نبع طورزيا. ونبدأ من هناك مسيرتنا على “طريق القديسين”، لنتوجه نحو دير مار مارون – عنايا، حيث ضريح شربل، قديس لبنان. ومن عنايا ننتقل إلى لحفد، حيث منزل المكرّم الأخ إسطفان نعمة. ومن لحفد نعبر إلى ميفوق حيث أيقونة سيدة ايليج الأثرية ومقرّ البطاركة في ايليج طوال ما يزيد عن 300 سنة. ونصعد من ايليج إلى دير مار شليطا – القطارة، حيث يقام “مركز مريم الناصرة العالمي” المتصل مع المراكز العالمية المماثلة في 12 بلداً والتي تعمل بـ12 لغة في العالم لنشر عبادة العذراء وتاريخ المسيحية منذ بداياتها حتى اليوم.

من القطارة نواصل مسيرتنا إلى كفيفان، حيث ضريح القديس نعمة الله كساب الحرديني والمكرّم الأخ اسطفان. ثم إلى جربتا، حيث ضريح القديسة رفقا الحملاوية. ومنها نسير إلى جبيل حيث كنيسة مار يوحنا مرقس الأثرية. وهكذا نكون قد قمنا برحلة بيئية سياحية دينية تملأ يومنا فرحاً وتشبع عيوننا من سحر الطبيعة الجبيلية وجمالها، فتفيض قلوبنا بالسعادة إذ نتأمل عجائب الله في مخلوقاته، وتستنير عقولنا بما تركه الأسلاف المباركون من تراث غني بالقيم والمآثر التي تذكر فتشكر.

جبيل البرّ والبحر

من كاتدرائية مار يوحنا مرقس ننتقل إلى قلعة جبيل، مروراً بمسجد عبد المجيد الأثري. في هذه القلعة العريقة في القدم نستشفّ بذور الحضارة الكنعانية الفينيقية، صانعة الحرف، أداة المعرفة الأولى، وموزعة مراكبها في البحر الأبيض المتوسط. بحيرة فينيقيا، كما سماه المؤرخون اليونان والرومان.

ومن ميناء جبيل القريب من قلعتها انطلق أقدم تجار العالم بصناعتهم إلى فراعنة مصر وملوك طيبة وإلى شعوب حوض المتوسط، ناشرين اقتصادهم وفكرهم في آن.

وعلى الشاطئ الجبيلي الزاخر بالمنتجات السياحية والمسابح، يحلو الاستجمام في أيام الحر، ويحلو شراء الأسماك من صيادي بحر جبيل، أو تذوقها في مطاعم المدينة المنتشرة على طول الشاطئ الجميل.

https://hura7.com/?p=42845

 

الأكثر قراءة