الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

بشارة أبي يونس ـ عسانا نضيء شمعة في ليل البيئة المظلم

الحرة بيروت ـ بقلم: المهندس بشارة أبي يونس، رئيس حزب الإنقاذ البيئي

حسب خبرتي الطويلة والملفات التي جمعتها طيلة السنين الماضية، ومواظبتي على كشف كل المشاكل والتعديات البيئية في لبنان ومعالجتها بالفعل لا بالكلام، فإن موضوع النفايات النووية التي تهدد صحة المواطن في كل لبنان، وهي أخطر أنواع النفايات في العالم وخطرها يتفوق على النفايات المنزلية بدرجات، يجب معالجته بسرعة وخاصة النفايات التي وجدت في طرابلس مؤخراً في منطقة البداوي.

وحسب معلوماتي الموثقة والتي نشرتها وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، وكان لي مقالة في جريدة “الشراع” تحت عنوان: “تحذير من كارثة بيئية في طرابلس” – “الشراع”: 29  كانون الثاني 2025 – عن وجود 80 حاوية مليئة بالنفايات النووية وتأكيد خطورتها. وعلمت كل الوزارات المعنية بوجودها ولكنها لم تحرك ساكناً ولم تبادر إلى التخلص منها بالشكل المطلوب، وأتساءل من الذي أدخل هذه النفايات القاتلة ومن الجهة التي تمكنت من نقلها إلى طرابلس دون حسيب أو رقيب وكأننا في شريعة الغاب. لذلك أطالب بالتحقيق بهذا الموضوع الخطير، رأفة بصحة أهلنا في طرابلس وجوارها وفي كل لبنان، لأن خطر هذه النفايات النووية يمتد الى البعيد، وتنشر السموم القاتلة في شعاع 100 كيلومتر، وأحذّر من خطورة هذه المواد.

فأهالي طرابلس يستنشقون النفايات النووية… وهذا يهددنا جميعاً ويعرضنا للخطر الوجودي. فلماذا السكوت عنها وهي تعرّض المواطن المسكين لشتى الأمراض القاتلة وأهمها السرطان وفقر الدم وتثبط عمل الجهاز المناعي والعقم، وحدوث تحورات في الجينات الوراثية.

وسأعدد في ما يلي المشاكل البيئية في لبنان وطرق معالجتها بموضوعية كي نعيد لبنان سويسرا الشرق كما كان:

ري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي:

خاصة مياه نهر الليطاني وروافده وسد القرعون المشبعة بمياه الصرف الصحي. وتحتوي مياه الصرف الصحي على ملوثات بيولوجية وكيميائية توثر سلباً على صحة الإنسان والبيئة، مما يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، وبالتالي، فإن استخدام هذه المياه لري المحاصيل الزراعية يشكل تهديداً حقيقياً لصحة المستهلكين ويؤثر سلباً على جودة المحاصيل. وتعدّ مياه المجاري مزيجاً من المياه الملوثة الناتجة عن النشاط البشري، وقد تحتوي على مواد كيمائية ومعادن ثقيلة، بالإضافة إلى بكتيريا وفيروسات ومسببات أمراض أخرى. ومن مخاطر ري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي:

  • ملوثات بيولوجية: تحتوي مياه الصرف الصحي على بكتيريا (مثل الإشريكية القولونية) وفيروسات مثل فيروس التهاب الكبد وطفيليات (مثل الجيارديا و السالمونيلا) ما يهدد صحة الإنسان.
  • المعادن الثقيلة: مثل الرصاص والكاديوم التي تتراكم في التربة والمحاصيل وتسبب مشاكل صحية خطيرة مثل التسمم والفشل الكلوي والسرطان.
  • مركبات النيتروجين: مثل النترات التي يمكن أن تسبب فقر الدم خصوصاً لدى الأطفال.
  • تلوث التربة والمياه الجوفية: يؤثر سلباً على الخصوبة الزراعية وقد يهدد مصادر المياه العذبة.
  • تدهور جودة المحاصيل الزراعية: يؤدي إلى انخفاض قيمتها في الأسواق المحلية والعالمية.
  • الأمراض المعدية: يمكن أن تنتقل الأمراض المعدية من المحاصيل الملوثة إلى البشر ما يزيد العبء على النظام الصحي.

وجود حوالى 57 مجرى للصرف الصحي تصب في البحر:

ما يؤدي إلى تلوث الثروة السمكية بازدياد مادة الزئبق والرصاص في الأسماك التي تسبب السرطان. لذا، يجب وضع حلول لهذه المشكلة بفلترة مياه الصرف الصحي وتنقيتها لتصبح صالحة للري بعد تصفيتها.

التعدي السافر على الثروة الحرجية:

من خلال قطع الغابات في لبنان تحت غطاء رخص التشحيل، وقطع الأشجار المعمرة للتدفئة وصنع الفحم. لذا من الضروري متابعة التحقيق في جرائم التسبب بحرق الغابات لمنافع تجارية ورفض مبدأ “عفا الله عما مضى”. وأعتقد  بأن الهدف من حرق الغابات وإزالتها الطمع والجشع وتحويلها إلى كسارات ومرامل وتشويه طبيعة لبنان الجميلة، وتحويل الإستثمار في المناطق المصنفة 0,5% من حيث الإستثمار وتغيير الـ”zone” بعد حرقها إلى 15 و20% من حيث الاستثمار السطحي.

دواخين الموت المنتشرة على طول الساحل اللبناني:

وبثها السموم والدخان الأسود وتلوث الهواء في المدن، مما تسبب في تدهور صحة المواطن اللبناني. فالمطلوب التشدد والمراقبة وتنصيب فلترات للتخفيف من التلوث وتحاشي هذه الأخطار.

القضاء على الطيور المقيمة غير المهاجرة:

من خلال الصيد الجائر في مواسم تزاوج الطيور، والسماح للصيد في فترات معينة تحددها وزارة البيئة.

ونحن، كحزب إنقاذ بيئي، قمنا بواجبنا الوطني على أكمل وجه وأطلقنا آلاف من طائر الحجل اللبناني، وبموافقة وزارة البيئة، وعلى نفقتنا الخاصة في العديد من المحميات وخاصة في محمية بنتاعل ومحمية أرز جاج وفي بلدة إهمج واللقلوق، وبلدتَي شامات، وبجه. واضطررنا كحزب للإنقاذ البيئي لحمايتها بواسطة مراقبين، والتواصل مع وزارة الداخلية، والجهات المختصة للحؤول دون صيد هذه الطيور في مواسم التزاوج، وطالبنا وزارة البيئة بحمايتها وحماية طير الكيخن الذي أبيد.

مع العلم أن لهذا الطير الفريد الفضل في إنبات شجرة اللذاب في المناطق الجبلية بابتلاعه بذورها حيث تفرخ في عصارة معدته، وينشرها بواسطة برازه لكون قشرتها قاسية لا تفرخ إلا بهذه الطريقة… إنها حكمة الخالق.

ولا يغيب عن بالنا عصفور يعرف بأبو الحن والذي اندثر بسبب الصيد العشوائي. وهذا الطائر مع صغر حجمه هو المسؤول عن القضاء على دودة الصندل المضرة بأشجار الصنوبر.

من هنا ضرورة إنشاء شرطة بيئية وقضاة بيئيين للسهر على الوضع البيئي في لبنان وردع المخالفين مهما علا شأنهم ومنع التعدي على الحدود البحرية وإزالة المخالفات وحماية النباتات الطبية المنتشرة في جبال لبنان وخاصة نبتة القصعين أو (القويسة) وهي صيدلية بحد ذاتها. فهذه النبتة المهمة تتعرض  للإبادة بسبب قلعها من جذورها واستخدامها في مجال الطب العربي، لمنافعها التي لا تحصى وتعد.

هذا ويجب إصدار قوانين لحمايتها وتطبيقها والطلب من البلديات بحمايتها والسماح باستخدامها للإحتياجات المنزلية فقط ومنع الإتجار بها. ولا ننسى أن لبنان يمتلك صيدلية طبيعية تحوي العديد من الأعشاب الطبية النادرة. فقد أنعم الله علينا بها ويجب صونها والمحافظة عليها.

تلوث جميع الينابيع تحت 2000 متر في لبنان:

وذلك بسبب ترسبات الأسمدة الكيمائية في التربة والتي تتسرب إلى الينابيع. كذلك بسبب تسرب مياه الصرف الصحي وبناء أغلبية الحفر الصحية بأحجار الدبش، فتتسرب مياه الصرف الصحي من شقوقها وتتسبب بتلويث مياه الينابيع العذبة.

والحل هو السهر والمراقبة من الجهات المختصة على إنشاء حفر صحية عازلة ومجهزة بفيلتر لتنقية مياه هذه الحفر واستعمالها في الري بعد تعقيمها.

سأكتفي بالإضاءة على أهم المشاكل البيئية في لبنان وأخطرها وكيفية معالجتها بجدية. فالبيئة هي وكالة من الخالق أوكلها للإنسان كي يحافظ عليها ويصونها، وهي أمانة في أعناقنا.

وأخيراً، أتمنى لوزيرة البيئة التوفيق والنجاح في مهامها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها وزارة البيئة… وأتمنى أن تكون الوزارة من الوزارات الوازنة والسيادية كما في دول العالم المتحضّر وأن تكون مستقلة في قراراتها. كما أتمنى تعزيز ميزانيتها لتقوم بدورها على أكمل وجه لأنها واجهة لبنان الحضارية للعالم…

https://hura7.com/?p=46926

الأكثر قراءة