الأربعاء, مايو 21, 2025
14.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

بعثي أنا “اخشيني”

جريدة الحرة

علي الرز

ليس من باب نظرية المؤامرة، لكن المتغيرات الإقليمية والدولية والحروب التجارية والعسكرية ناهيك بمفاوضات النووي الإيراني والسلام الأوكراني… كلها وغيرها غطّت على حدث لبناني كبير هو الاهتمام العام ببقاء اسم حزب البعث العربي الإشتراكي أو تغييره… إلى أن حسم أمينه العام الرفيق علي حجازي الأمر بالقول أن التغيير أقرّ وسيعلن عنه قريباً، ما حوّل الهمّ اللبناني الجامع الشامل القلق على الحزب إلى ترقب الاسم الجديد بلهفة، مع تبادل اللبنانيين لوائح أسماء محببة تماماً كما يفعل الأهل عند وصول مولود جديد.

لكن الرفيق حجازي أبى، وهو المعروف بصوته الهادر ولغة الجسد العاصفة، إلا أن يفرض الخوف والخشية على المتلقين، مؤكداً أن “الأمر حسم، فتغيير الاسم لا يعني تغيير الانتماء. سنبقى عروبيين وحلفاء للمقاومة، ولحزب الله وحركة أمل، والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية”.

نعم، لا لعب ولا مزاح في الموضوع، فمن خشي على انحراف حزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان وتحوّله مثلاً إلى حزب بيئي قريب من حزب الخضر الألماني أو حزب “المشعوذين” الأميركي أو حزب “وحيد القرن” الكندي أو حزب “محبي البيرة” الإيرلندي… مخطئ تماماً وعليه أن يعيد حساباته. الحزب سيبقى حليفاً للمقاومة وفصائلها اللبنانية والفلسطينية، أي القلب النابض للصمود والتصدي.

وربّ سائل لماذا لا يدمج حجازي حزبه، وهو محدود العدد، بأحد الفصائل والأحزاب والحركات التي تماهى معها؟ خصوصاً أن أي وحدة طلابية من هذه الأحزاب تضم أكثر بكثير من عدد أعضاء البعث اللبناني. الجواب حاضر، وهو أن الخط واحد لكن الصفات القيادية التي يملكها حجازي وقامته السياسية ورؤيته المستقبلية للوحدة والحرية والإشتراكية تتجاوز بمراحل قدرات قادة الأحزاب التي أعلن التحالف معها، فهو شاب متوهج وهم مسنّون… هو مقبل وهم مدبرون.

حجازي الذي تدرّج في معاركه، وتجاوز يافعاً عقدة المحلل الممانع سالم زهران عبر رفع الصوت في المقابلات التلفزيونية ليحصد جزءاً من نجومية الأخير، نجح في وقت قياسي في الحصول على ثقة “المقاوم الأكبر” بشار الأسد مؤيداً كيماوية السياسة البعثية ومظهراً قماشة قيادية لا يرف لها جفن كرمى لسيد البراميل ولو سقط مئات آلاف الضحايا.

وللأسف، أو لقلة الوعي، هناك من يعتبر البعث اللبناني بكبره “دكانة ارتزاق”، وهناك من يتناوله من باب التنمر، لكن الأكيد أن قائده ماض في تسجيل بصمة تاريخية تخلّده مترفعاً عن الخصومات والتباينات ولسان حاله يقول: لا كرامة لعلي في وطنه.

https://hura7.com/?p=52175

الأكثر قراءة