جريدة الحرة
لا يزال مصير مجلس بلدية بيروت مجهولاً نظراً للفوضى التي تتحكم بالمفاوضات بين القوى السياسية والعائلات وتحول دون بلوغ حافة التوافق الذي ركن إليه أهل الحكم لانتخاب مجلس بلدي يحترم المناصفة بين مكوناته.
على ضفة موازية، تدور معركة لا تقل حماوة وضراوة، وتتصل بمخاتير العاصمة، بشقّيها الشرقي والغربي حيث تكتسب معارك المخاتير أهمية خاصة في العاصمة تكاد تتجاوز معارك المقاعد البلدية، كون المخاتير هم الأقرب إلى الناخبين، وقد سجلت الترشحيات لمعركة المخاتير أرقاماً قياسية.
وفي هذا السياق يمكن تسجيل المعطيات الآتية:
– لا يزال البحث جارياً عن لائحة توافقية تنقذ العاصمة من السقوط في شرّ وصول مجلس بلدي فاقد للتوازن الطائفي، حيث يلعب رئيس مجلس النواب نبيه بري دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر خصوصاً وأنّ السعودية وضعت خطاً أحمر تحت مشاركة كل من “تيار المستقبل” و”حزب الله”.
– لا تزال المفاوضات على الجانب المسيحي متعثرة حيث تتصرف “القوات” على قاعدة أنّ لها الكلمة الفصل تحت عنوان أنّها الأكثر تمثيلاً والأكثر قوة بحكم الظروف السياسية، وهي فتحت بالموازاة باباً للتفاوض مع “الأحباش”، القوة السنية الأكبر في بيروت بعد “المستقبل”، ولكن التفاوض لم يسفر بعد عن أي تقدم.
– تشترط “القوات” على القوى المسيحية أن تكون لها الحصة الأكبر في المقاعد البلدية وفي مخاتير الدائرة الأولى (40 مختاراً في هذه الدائرة)، الأمر الذي يعقّد المفاوضات. وتشترط على سبيل المثال إخراج نبيل الصحناوي (والد أنطون الصحناوي) من دائرة التفاهم الانتخابي بسبب الخلاف بين الجانبين، فيما التفاوض بين نبيل الصحناوي و”التيار الوطني الحر” وتحديداً حول المخاتير قطع شوطاً مهماً، وينتظر الفريقان موقف نديم الجميل، العالق بين “شاقوفيّ” علاقته الممتازة بأنطون الصحناوي وبالقوات… ليكتمل التحالف.