الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

تحول في الاستراتيجية الغربية: أسلحة متقدمة لأوكرانيا في مواجهة روسيا

جريدة الحرة

خاص ـ أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس يوم في 21 يوليو 2025: “إن ألمانيا والولايات المتحدة اتفقتا على تسليم خمسة أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت إلى أوكرانيا”. وتابع بيستوريوس، خلال حديثه في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية التاسع والعشرين: “إنه توصل إلى الاتفاق مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث خلال زيارة قام بها إلى واشنطن”.

ألمانيا والولايات المتحدة اتفقتا على تسليم خمسة أنظمة دفاع

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تكثف فيه روسيا حملتها من الضربات بعيدة المدى على أوكرانيا، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية التي لا يمكن إسقاطها إلا من خلال نظام باتريوت، حيث قصفت طائرات روسية العاصمة الأوكرانية كييف. أكد مسؤولون محليون إن الهجوم واسع النطاق بطائرات مسيرة وصواريخ تسبب في خسائر في البنية التحتية.

يأتي إعلان بيستوريوس بعد أن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 يوليو 2025: “إن واشنطن سترسل أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ باتريوت، إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي، وهو ما يمثل تحولاً حاداً بمقدار 180 درجة بعد توقف قصير في شحنات الأسلحة من قبل البنتاغون”. وأوضح ترامب: “سنرسل صواريخ باتريوت إلى حلف شمال الأطلسي، ثم سيقوم الحلف بتوزيعها”، مضيفاً: “أن الحلف سيدفع ثمن هذه الأنظمة”.

تستطيع منظومة صواريخ باتريوت اكتشاف واعتراض مجموعة واسعة من الأهداف الجوية القادمة، وخاصة الصواريخ الباليستية المتطورة، وتُعتبر واحدة من أفضل المنظومات في العالم، في وقت تزيد فيه موسكو من هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار، وسط حربها الشاملة ضد أوكرانيا، والتي دخلت عامها الرابع. وأوضح بيستوريوس: “إن التنسيق مع الشركاء بشأن تسليم الأنظمة سيستمر في الفترة المقبلة”. وفي حديثه خلال مؤتمر تعافي أوكرانيا في روما خلال يوليو 2025، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “إن ألمانيا ستدفع ثمن نظامين، في حين وافقت النرويج على توريد نظام واحد”.

النرويج مستعدة للمساعدة في تمويل أنظمة باتريوت لأوكرانيا

يقول رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور: “إن بلاده مستعدة للمساعدة في تمويل أنظمة باتريوت لأوكرانيا”. تُعد النرويج واحدة من الدول المؤسسة لحلف شمال الأطلسي، وهي من المؤيدين الأقوياء لأوكرانيا، حيث تعهدت بالتبرع بطائرات مقاتلة من طراز “إف-16” للبلاد، فضلاً عن خطة مساعدات بقيمة 7 مليارات دولار (5.9 مليار يورو) موزعة على خمس سنوات. وتشكل أنظمة صواريخ باتريوت، التي بنتها الولايات المتحدة، جزءاً حيوياً من الدفاعات الجوية الأوكرانية، ويمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، مما يوفر الحماية ضد الضربات واسعة النطاق على المستوطنات الحضرية.

هل وصلت شحنات صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا؟

أكد ترامب في 16 يوليو 2025: “إن شحنات صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا بدأت بالفعل، لكن وزارة الدفاع الألمانية نفت في البداية أي علم لها بهذه التحويلات”. أرسلت واشنطن بالفعل ثلاث بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا، كما قدمت ألمانيا ثلاث بطاريات أخرى. وقد وصلت بطارية إضافية من تحالف أوروبي، على الرغم من أن بعض الأنظمة ليست جاهزة للتشغيل بسبب دورات الصيانة الروتينية.

أعلنت سويسرا في 17 يوليو 2025 أن وزارة الدفاع الأميركية أبلغتها بأن واشنطن تعمل على تحويل طلب سويسري لشراء أنظمة الدفاع الجوي باتريوت لمساعدة أوكرانيا، التي تحتاج إليها بشدة لتحسين استجابتها للهجمات الجوية الروسية المتزايدة الشدة. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت صواريخ باتريوت التي أمرت بها سويسرا ستذهب مباشرة إلى أوكرانيا، أم أنها ستحل محل وحدات في دول أوروبية أخرى قد يتم التبرع بها لكييف.

كان من المقرر أن يبدأ تسليم الأنظمة، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إلى سويسرا في عام 2027 ويكتمل في عام 2028. لكن الحكومة السويسرية قالت إن واشنطن أبلغتها بالتأخير، مضيفة أنه من غير الواضح عدد الأنظمة التي ستتأثر. إن الحاجة إلى تسليح الجيش الأوكراني بشكل كافٍ أصبحت ملحّة في الوقت الذي تتطلع فيه روسيا إلى المضي قدماً في هجماتها، وقصف المدن الأوكرانية بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة.

تنامي إنتاج روسيا من الطائرات بدون طيار

ذكر تقرير في 21 يوليو 2025 أن إنتاج روسيا من الطائرات بدون طيار توسع بشكل كبير لدرجة أنه قد يصبح، في غضون أشهر، قادراً على إطلاق ما يصل إلى 2000 طائرة من هذا النوع. وحذر مسؤولون أوكرانيون وألمان من أن إنتاج روسيا من طائرات بدون طيار من طراز “شاهد” قد نما إلى حد أن حزم الضربات التي تتضاعف أربع مرات قد تصبح ممكنة بحلول نوفمبر 2025. اعتمدت قوات موسكو على طائرات بدون طيار إيرانية الصنع من طراز “شاهد” أو “كاميكازي” لإحداث الفوضى في الضربات على البنية التحتية الأوكرانية، لكنها الآن تستخدم هذه التكنولوجيا لإنتاج أجهزتها الخاصة في مصانعها في جميع أنحاء روسيا.

إن التقارير التي أدلى بها مسؤولون ألمان وأوكرانيون بشأن هذه القدرة المتزايدة من شأنها أن تثير القلق بشأن نوايا موسكو لاستهداف السكان الأوكرانيين. وأفاد معهد دراسة الحرب إن النمو الحالي في إنتاج واستخدام الطائرات بدون طيار في روسيا يجعل هذا الرقم قابلاً للتحقيق في هذا الإطار الزمني، على الرغم من أن مثل هذه الحزمة من الضربات لن تكون مستدامة كل ليلة. وهذا ضعف التقدير الذي قدمه في الرابع من يوليو 2025 قائد قوات الأنظمة غير المأهولة الأوكرانية، الرائد روبرت بروفدي، والذي صرح : “أن زيادة الإنتاج والمخزونات تعني أن روسيا يمكن أن تطلق 1000 طائرة بدون طيار في حزمة ضربة واحدة”.

يمثل هذا الرقم زيادة ملحوظة عن التقييم الذي أصدرته مديرية الاستخبارات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا في التاسع من يونيو 2025، والذي يفيد بأن روسيا تخطط لزيادة القدرة الإنتاجية إلى 190 طائرة بدون طيار يومياً بحلول نهاية عام 2025.

إن أوكرانيا وحلفاءها يجب أن يبحثوا عن طرق أرخص لمواجهة هذا التهديد، لأن أساليب الدفاع الجوي التقليدية، مثل صواريخ باتريوت الاعتراضية، ليست الأنسب للدفاع ضد الطائرات بدون طيار. ويرى تيمور شاغيفالييف، الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة ألابوغا: “إن مصنع الطائرات بدون طيار في تتارستان هو أكبر مصنع من نوعه في العالم، والأكثر سرية، وكانت الخطة هي إنتاج عدة آلاف من طائرات بدون طيار والآن ننتج تسعة أضعاف ما كان مخططاً له”.

https://hura7.com/?p=62239

الأكثر قراءة