الخميس, نوفمبر 13, 2025
22.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

ترامبيّون في قصر بعبدا

الحرة بيروت

ما زالت معركة تعيين حاكم لمصرف لبنان، والتي فاز بها كريم سعيد، تستدعي من متابعين ومراقبين ربط معلومات وتحليلات على عدة صعد أبرزها الخيط الأميركي في حياكة هذا التعيين. مصادر مطّلعة في واشنطن أكدت لـ”الحرة” أن سعَيد قريب من مسعد بولس ومن مجموعة لبنانيين أميركيين يعملون مع إدارة ترامب بشكل مباشر أو غير مباشر.

إلى هنا لا مشكلة تذكر، بيد أن المصادر تشير إلى أفراد يتماهون مع الحركة الإنجيلية الأميركية، أي مع اليمين المسيحي هناك، والذي بدأ لبنانيون مسيحيون وغير مسيحيين يتأثرون به ويعملون في أجندته القريبة جداً من أجندة ترامب.

إلى هنا أيضاً لا شيء خارج المألوف أو يستوجب دق أي ناقوس. لكن الحديث، وهو للمصادر الواشنطنية، أن هناك تسلّلاً، بدأ ينكشف ولو بشكل خجول، إلى قصر بعبدا، أي إلي محيط رئيس الجمهورية جوزاف عون.

هل في بعبدا الآن ترامبيّون؟ الجواب يعود إلى قصة تعيين كريم سعيد الذي سبق وكتب في أيلول الماضي في أحد المواقع الأميركية مقالة تدعو تقريباً إلى ختام حالة الحرب مع إسرائيل نهائياً مع منطقة منزوعة السلاح، كما كتب مقالاً آخر في موقع اقتصادي متخصص عن المنافع الجمة لوصول ترامب إلى سدّة الرئاسة الأميركية.

لكن ما علاقة سدة الرئاسة اللبنانية بالأمر؟ الجواب يأتي من جانب قراءة أسماء بعض مستشاري الرئيس عون مثل فاروج نرغيزيان وفرحات فرحات وطوني حداد… والثلاثة مقرّبون تاريخياً من دوائر أميركية معيّنة، وثمة من يعمل بشكل حثيث على ربطهم بشكل موثوق بعجلة الترامبيّين المهتمين بشؤون لبنان والمنطقة والراغبين بإحداث تغيير جذري في لبنان ليصبح في الفضاء الترامبيّ الخالص. وبين صفوف مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان أشخاص على جانب من التطرف في تأييدهم لترامب وطروحاته “الجذرية” في المنطقة ولبنان، حتى لو تطلب الأمر اجتماعات مع جهات أميركية متطرفة أو إسرائيلية. ولا يعبأون بذلك سيّما وأن كثيراً من العرب المؤثرين في واشنطن تجاوزوا هذه النقطة ولم تعد من التابوهات لديهم.

إنطلاقاً من ذلك التسلل، الذي اعتبرت مورغان أورتاغوس أنه طبيعي ويفترض البناء عليه، صرّحت في أول زيارة لها إلى لبنان ومن قصر بعبدا أنها تشكر إسرائيل لأنها هزمت “حزب الله”.

على أي حال، فإن الخرق من جهة كريم سعيد الذي لديه برنامج لمكافحة اقتصاد الكاش بما في ذلك تعاملات مع مؤسسة القرض الحسن وصولاً حتى إقفال هذه المؤسسة المعاقبة أميركياً لأنها “تدعم أنشطة حزب الله الإرهابية”، أو من جهة مستشاري قصر بعبدا، يصطدم بواقعية الرئيس عون وبراغماتيته التي لا تسمح بانجرافه باتجاه الترامبيين اللبنانيين الجدد ليبقى متمترساً أو مسلحاً بدعم دول عرب الاعتدال، علماً أن الرئيس يحتاجهم لضمان استمرار المساعدة الأميركية للجيش.

لكن هناك قوة دفع أخرى يعمل عليها المصرفي أنطون الصحناوي الذي يدّعي مقربون منه أنه بات مؤثراً جدّاً في بعبدا وله في القصر بعض الآذان الصاغية بعدما نسّق جهوداً في معركة كريم سعيد، وسخّر إعلامه لدعم العهد الجديد. وللصحناوي أهداف كثيرة ليس أقلها عدم تحميل المصارف مسؤولية الأزمة. ومشهور عنه أيضاً أن لا تابوهات لديه، وهو بين أبرز المتبرّعين لحملة ترامب الانتخابية.

رابط المقال: https://hura7.com/?p=50481

رابط العدد: https://hura7.com/?p=50468

الأكثر قراءة