الخميس, نوفمبر 14, 2024
8 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

تسليم سلاح “حزب الله”: أولى صلاحيات الأمين العام الجديد. بقلم الكولونيل شربل بركات

بقلم الكولونيل شربل بركات

LCCC. بعد أن باتت أجواء طهران مفتوحة ومراكز تطوير مشاريعها النووية مكشوفة، وبعد أن منيت بخسارة دفاعاتها الجوية وصناعة الصواريخ وحتى المسيّرات، بدأت بمحاولات رفع خطر إسرائيل عن متابعة ضرباتها المركّزة، والتي ستقود حتماً إلى سقوط النظام الإيراني.

بعد هذا الاستدراك الناتج عن اكتشاف عدم فعالية الأذرع التي بنيت من أموال الشعب الإيراني وترسانة الأسلحة والتحصينات والصواريخ التي حُضّرت للدفاع عن حكم الولي الفقيه، بينما اضطرّ الحرس الثوري للقيام بإرسال ضباطه وبعض المقاتلين للاستمرار بالمعركة من أجل الحفاظ على ماء الوجه، بدأت اليوم إيران بمحاولة اللعب على خط التفاوض ووقف إطلاق النار في لبنان، لكي يتسنى لجماعاتها المنهكة التنفس ولملمة الجراح والتحضّر ربما لجولة جديدة، قد تأتي مع انتخاب هاريس واستكمال التفاوض حول المشروع النووي.

بينما يحاول حزب الله إعادة ترتيب نفسه والخروج من الحفرة العميقة التي وقع فيها ومن ثم الظهور، كما فعل بعد حرب 2006، وكأنه ربح المعركة وبقي “منتصراً” على إسرائيل بالرغم من كل الخسائر، طالما بقي هو من يرفع الراية ويدّعي النصر. من هنا تسمية الشيخ نعيم قاسم الذي لم يبقَ سواه أميناً عاماً للحزب والطلب من الرئيس برّي أن يقوم بالتفاوض عنه كونه لم يزل يملك بعض الثقة كرئيس لمجلس النواب اللبناني، تمكّنه من إخراج نوع من الهدنة التي قد تسمح بإعادة الأمور إلى مجاريها.

ولكن ماذا عن إسرائيل، خاصة مع حكومة نتانياهو الذي فهم مصدر الخطر منذ اليوم الأول للمعركة، أي عملية “طوفان الأقصى”، والتي حضّرت لها إيران لتكون قمة النجاح في مشروع “وحدة الساحات” الذي كانت صممته وعملت عليه طوال سنوات من الجهد والمال والسلاح والدفع المذهبي؛ من لبنان إلى اليمن والبحرين والكويت والقطيف وبغداد، وخاصة منذ احتلال سوريا وطرد أبنائها تحت شعار محاربة وليدتها “داعش”.

من الصعب أن تقبل حكومة إسرائيل هذه بالخطة الإيرانية، ولو أن ضغوط الإدارة الأميركية كبيرة جداً عليها من أجل تمرير الانتخابات الرئاسية دون تغيير مهم على مستوى الشرق الأوسط ومستقبل علاقات دوله. خاصة تغيير الحكم في طهران الذي يعتبر من ركائز السياسات الدولية للولايات المتحدة. ولكنها، من خلال الضغوط المصيرية على وجود دولة إسرائيل واستمرارها، لا بل سقوط الجدار المحيط بها والذي يمنع حتى الآن أي تعاون معها، لن تقبل بأن تلتقط دولة “الولي الفقيه” أنفاسها أو الدفع مثلاً باتجاه الحصول على السلاح النووي، ما سيمنع توجيه أي ضربة مستقبلية لها.

لذا، فإن تخفيف الضغط على حزب الله، الذي سيسمح للنظام الإيراني باستعادة بعض المعنويات والعمل على إعطائه فرصة إعادة البناء، سوف يكون الخطأ الفادح لا بل التاريخي والمصيري بالنسبة لدولة إسرائيل. فالمنطق يقول بأن كل الجهد الذي بُذل في هذه السنة وتعطيل الحياة الطبيعية لا يمكن أن يؤدي إلى أقل من سلام دائم وشامل وتعاون بين الدول بشكل طبيعي وغياب الأنظمة الساعية إلى استيلاد العنف لأجيال جديدة قادمة.

لذا، واستناداً لما تقدّم، لا بدّ لحزب الله كما للطائفة الشيعية الكريمة، التي تحمّلت كل الويلات والدمار بسبب ما قام به الحزب لصالح إيران، أن يستفيقا من هذه الغيبوبة وينظرا بشكل واقعي ومنطقي للأمور. وذلك من أجل اتخاذ العبر والقرار الصائب الذي يتدرج من وقف إطلاق النار الفوري وبدون شروط، إلى تسليم السلاح ونبذ العنف والقبول بأحكام القانون اللبناني والدولي بكل تفاصيله، والاعتراف بالخطأ الكبير الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه. ومن ثم ملاقاة اللبنانيين لاستيعاب الوضع والتعاون على حلّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخلافات المذهبية والدينية، التي لا يجب أن يكون لها أثر بعد كل تلك الحروب.

من هنا ضرورة تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، ورفع الأعلام البيضاء فوق كل المعاقل وخطوط الدفاع، وإرشاد الجيش إلى مخازن الأسلحة ليتم مصادرتها من قِبل الدولة اللبنانية. فهل تكون هذه الخطوات أولى صلاحيات الأمين العام الجديد لجعل التجربة اللبنانية رائدة بين شعوب المنطقة، من أجل تفعيل السلام ومحو ذيول الحروب وتنظيم العلاقات بين أبناء المنطقة كلها، فيرتدي الشرق الأوسط الجديد حلّة جديدة بالفعل تقيه المشاكل والحروب وتسمح له بتفعيل الإنتاج والحض على العمل والنشاط ليكون منارة بين الأمم وممراً حيويا لكل أبناء القارات؟

https://hura7.com/?p=36023

الأكثر قراءة