جريدة الحرة
وكالات ـ يواجه الرئيس دونالد ترامب تحديات صعبة من روسيا والصين اللتين أظهرتا محدودية نفوذ الرئيس الأمريكي. قبل انتخابه، كان ترامب يؤكد أنه سيوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال يوم واحد. ومع اقتراب نهاية فترة المئة يوم الأولى من رئاسته، لا يزال ترامب بعيداً عن تحقيق هدفه. ويهدّد إصرار الصين على عدم الخضوع لضغوط ترامب، بعد فرضه رسوم جمركية عالية عليها، بنتائج سلبية على الاقتصاد الأمريكي، لأن المجتمع الأمريكي، بعكس المجتمع الصيني، لا يستطيع تحمل التضحيات والتقشف.
لماذا لم تؤدّ علاقة ترامب الجيدة مع بوتين إلى إقناعه بقبول حل تفاوضي؟
يريد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يستولي على أراض أكثر في أوكرانيا، على الرغم من أن خطة ترامب للسلام التي أعلن عنها يوم الأربعاء، تضمن اعتراف أو قبول أوكرانيا بخسارتها لشبه جزيرة القرم، وقبول وقف إطلاق النار في الخطوط الحالية لتمركز القوات البرية الروسية والأوكرانية.
لكن يوم أمس الخميس، وجدنا أن إحباط الرئيس ترامب قد وصل لدرجة دفعته لانتقاد بوتين علناً، وخاصة بعد الدمار الذي لحق بالعاصمة الأوكرانية كييف قبل يوم، حين تعرضت الأخيرة لقصف بحوالى 100 صاروخ ومسيرة أدت إلى مقتل وجرح العشرات.
أعلن ترامب أنه يضغط على روسيا. لكن من غير المعروف ماهية الضغوط تلك. فما نعلمه يقيناً هو انتقادات ترمب القاسية جداً للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي وصفه في السابق بالديكتاتور. وعندما سئل عن التنازلات التي قدمتها روسيا حتى الأن، ادعى ترامب أن موسكو قد قبلت بعدم احتلال كامل الأراضي الأوكرانية، ما اعتبره الرئيس الأمريكي تنازلاً روسياً. وهذا إنما يعطي فكرة عن تأييد أو انحياز ترامب لروسيا على الرغم من انتقاده لبوتين.
لماذا لم تؤدّ اللهجة الوفاقية التي استخدمها ترامب في الأيام الماضية إلى بدء المفاوضات مع الصين لوقف الحرب التجارية بين البلدين؟
نفت الصين ذلك بشكل ساخر، عندما استعملت كلمة دائماً ما يستخدمها ترامب بما يخص الأخبار التي لا تعجبه. فقد قال الناطق الصيني إن الأخبار الصادرة عن ترامب “ملفقة” وغير صحيحة.
ثمة اتصالات جارية بين الولايات المتحدة والصين، لكنها لم تتطرق إلى مسألة الرسوم الجمركية. فالصين لا تريد أن تبدو أمام شعبها وأمام العالم أنها تخضع لضغوط الرئيس ترامب. أما الرئيس شي جين بينغ، فلن يقوم بالمبادرة بالاتصال بنظيره الأمريكي بحسب رغبة الأخير. وبالتالي، فالصين شرعت بمقاطعة الصادرات الأمريكية إليها، مثل رفض استلام طائرات البوينغ، والتوقف عن استيراد المواد الزراعية والتوجه إلى أوروبا والأسواق البديلة لبضائعها.
وترى الصين في المواجهة – أو في هذه الحرب التجارية – مع الولايات المتحدة فرصة لقيادة البلاد لتوحيد الشعب حول مسألة وطنية. فكما نعلم، ليست الصين دولة ديمقراطية، وبالتالي الشعب (أو المستهلك) الصيني يستطيع تحمل التقشف أكثر مما يستطيعه المستهلك أو المجتمع الأمريكي. والحال أن بكين تعول على مرور الزمن وعلى الانهيار المستمر في شعبية ترامب لكي يغير الرئيس الأمريكي موقفه.