خاص – كلفت وكالة الاستخبارات العسكرية الخارجية الروسية عملاءها بجمع معلومات عن منتقدي الكرملين بهدف نشر “تدابير فعالة” ضدهم. حيث أفاد مركز دوسيير، وهو وحدة تحقيقات يمولها المعارض للكرملين “ميخائيل خودوركوفسكي”: “إن جهاز المخابرات الرئيسي الروسي يتطلع إلى جمع بيانات عن قادة الرأي في أوروبا الذين يختلفون مع الحكومة الروسية”. ويشمل ذلك السياسيين والصحفيين والمدونين والشخصيات الثقافية وغيرهم من الشخصيات البارزة الذين قد يواجهون “أعمالاً عدائية”.
يأتي التحقيق الذي يجريه مركز دوسيير وسط تحذيرات من أن جهاز المخابرات العسكرية الروسية يصعد حملة التخريب ضد الغرب. وأكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مارس 2025 أن قاعدة البيانات أظهرت أنه كان هناك ثلاثة أمثال الهجمات الروسية بين عامي 2023 و2024، والتي لم تطور الدول الغربية استراتيجية فعالة لإحباطها.
وذكر مركز دوسيير أن عملاء روس كُلفوا من قبل رؤسائهم في أوائل عام 2025 بجمع البيانات بشكل عاجل حول منتقدي الكرملين الذين يؤثرون على الرأي العام. وتضمنت المعلومات مصادر التمويل والبيانات الشخصية مثل عناوين العمل والسكن للسياسيين والصحفيين والمدونين والشخصيات الثقافية وغيرهم من المشاهير.
وأضاف التقرير أنه “يمكن إعداد أعمال عدائية مختلفة بناءً على البيانات التي تم الحصول عليها بمساعدة العملاء ومن خلال تجنيد لمرة واحدة عبر الإنترنت لمرتكبي الجرائم الذين قد يكونون مجرمين أو من جماعات اليمين المتطرف”. ولم يصف نوع الإجراءات التي سيتم تنفيذها، لكنه أشار إلى معلومات استخباراتية تفيد بأنه يجري التحضير لمحاولة اغتيال ضد ألكسندر شفاريف، الذي يقال إنه يقف وراء قناة VChK-OGPU على Telegram والتي تنشر تفاصيل مروعة عن مؤامرات الكرملين وأجهزة الأمن الروسية.
أشار مركز دوسيير، في تقرير مفصل نشر في 23 أبريل 2025، إلى تقارير إعلامية عن هجمات على مواقع في أوروبا ألقي باللوم فيها على موسكو، مثل هجوم حريق متعمد مشتبه به على مركز تسوق بولندي ومتجر إيكيا في فيلنيوس العام 2024.
وذكر المركز أن دينيس سموليانينوف هو أحد ضباط المخابرات العسكرية الروسية الذين يقودون عمليات الوكالة. وركزت التقارير البريطانية التي تناولت نتائج دوسيير على كيفية تحديده كأحد العقول المدبرة المشتبه بها وراء مؤامرة طرد مفخخ عبر الحدود. إذ اشتعلت طردة في منطقة شحن DHL بمطار لايبزيغ في يوليو 2024، واندلعت حرائق مماثلة في مطارات وارسو والمملكة المتحدة. كما نشب حريق في مركز لوجستي تابع لشركة DHL في برمنغهام، إنجلترا، في 22 يوليو 2024.
وكانت هناك قضية أخرى رفيعة المستوى مرتبطة بموسكو وهي المؤامرة التي تم كشفها لاغتيال أرمين بابرجر، رئيس شركة راينميتال الألمانية. ويُكلف جهاز المخابرات العسكرية الروسية عملاءه بمهمة عاجلة للغاية، وهي جمع وتوفير بيانات عن قادة الرأي في أوروبا الذين يختلفون مع الحكومة الروسية، ومن المرجح أن تُخطط “لإجراءات فعّالة ضدهم”.
بدوره، أكد تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الصادر في 25 مارس 2025 أن “روسيا منخرطة في حملة عدوانية من التخريب والتخريب ضد أهداف أوروبية وأمريكية، والتي تكمل الحرب التقليدية الوحشية التي تشنها روسيا في أوكرانيا”.
كما حذر ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، وبيل بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في سبتمبر2024، من أن موسكو تشن حملة تخريب “بشكل مذهل” ضد حلفاء أوكرانيا الغربيين. وأكد مور أن عملاءه يعملون على وقف انتشار الهجمات السرية على البنية التحتية وأن التضليل والتخريب والحرق العمد تشكل تهديدات مستمرة للمملكة المتحدة وأوروبا، وأن قادتها سيشعرون بالقلق من تزايد هذه التهديدات.