خاص – بحسب الخبراء، من غير المستبعد أن تندلع حرب عالمية خلال السنوات العشر المقبلة. وقد يكون السبب وراء ذلك هو النزاع حول تايوان. ذلك من خلال جمع ردود الخبراء باستطلاع رأي في الفترة ما بين 15 نوفمبر 2024 والثاني من ديسمبر 2024، قبل تنصيب دونالد ترامب وتصريحاته حول السياسة الخارجية بشأن فرص السلام في أوكرانيا.
جاء المشاركون من 47 دولة وهم يعملون في المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية والشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية ومراكز الفكر. حيث أجرى المجلس الأطلسي الأمريكي استطلاعاً لآراء 357 خبيراً في السياسة الدولية من مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع له حول الشكل الذي قد يبدو عليه العالم بعد عشر سنوات. أما نتائج استطلاع “التنبؤ العالمي 2025″، فخطيرة:
يعتقد 40% من الخبراء أن حرباً عالمية سوف تندلع خلال السنوات العشر المقبلة. وطرح المعهد هذا السؤال للمرة الأولى في استطلاعه السنوي. لا يرى 59.9% حرباً بين القوى الكبرى بعد، لكن 48% يعتقدون أن استخدام الأسلحة النووية بحلول عام 2035 أمر محتمل، فيما يفترض 45% أن مثل هذا الصراع سوف يدور أيضاً في الفضاء.
وبحسب الخبراء الدوليين الذين استُطلعت آراءهم، فإن التحدي الأعظم الذي يواجه العالم هو أزمة المناخ. وتأتي الحرب في المرتبة الثانية، بينما يأتي تراجع التجارة العالمية بسبب الإجراءات الأحادية الجانب الوطنية في المرتبة الثالثة.
ووفق المشاركين أيضاً، فإن التهديد الأعظم للصراع العالمي يأتي من الولايات المتحدة والصين. وقد يكون السبب وراء ذلك هو غزو القوات الصينية لتايوان. ويرى 65% أن مثل هذا الاستحواذ محتمل في السنوات المقبلة. علماً أنه قبل عام واحد فقط، كان معظم المشاركين يعتقدون أن الاحتمال هو 50/50. ومن بين الخبراء الذين يعتقدون أن اندلاع حرب عالمية أمر محتمل، يرى 79% أن اندلاع صراع عسكري بين الصين وتايوان بحلول عام 2025 أمر محتمل.
45% يرون حرباً بين روسيا وحلف شمال الأطلسي
تطالب الصين بتايوان وتعتبرها جزءاً من أراضيها. ومن ناحية أخرى، تصر تايبيه على استقلالها. وقد قدمت الولايات المتحدة حتى الآن مساعدات عسكرية ضخمة للأخيرة. ويلزم قانون العلاقات مع تايوان لعام 1979 الولايات المتحدة بالقيام بذلك. وينص أيضاً على أن تنظر الولايات المتحدة إلى أي تهديد لتايوان باعتباره مسألة خطيرة بالنسبة لمصالحها.
يعتقد 45% من المستطلعين أنه من الممكن جداً أن تكون هناك حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في السنوات العشر المقبلة، ولم يحسم 13% أمرهم، بينما نفى 41% ذلك الاحتمال. وفي دراسة أجريت قبل عام، كان 60% لا يزالون يعتقدون أنه لن تكون ثمة حرب.
كتلة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية
يعتقد الخبراء أن المستقبل القريب سوف يتحدد من خلال كتلتين جيوسياسيتين. تتكون الأولى من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، والأخرى من الولايات المتحدة وحلفائها. وكشف الاستطلاع أن إيران أو روسيا هما الدولتان الأكثر احتمالاً لاستخدام الأسلحة النووية. ومع ذلك، فإن أغلبية ضئيلة تبلغ 51% تعتقد أنه لن يكون هناك نشر للقوات.
ولا يزال 71% من الخبراء ـ ومعظمهم يعملون في الولايات المتحدة ـ يعتقدون أن الولايات المتحدة ستظل الدولة العسكرية الأكثر أهمية. ويرى حوالى ثلثي المشاركين أن الولايات المتحدة هي الدولة الرائدة في مجال التكنولوجيا.
ورسم المشاركون في الاستطلاع أيضاً صورة قاتمة لمستقبل الديمقراطية. وتوقع ما يقرب من 50% منهم أن يتفاقم “الركود الديمقراطي” الحالي ويتحول إلى “كساد ديمقراطي”، في حين توقع 17% فقط “نهضة ديمقراطية” بدلاً من ذلك. وتوقع الباقون أن تظل حالة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم كما هي تقريباً اليوم – مع تحقق بعض التقدم المشجع ولكن أيضاً مع هبوب رياح معاكسة ونكسات كبيرة.