الخميس, ديسمبر 12, 2024
2.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

ثقافة الإمارات ـ الحياة البحرية

abudhabiculture – للبحر أهمية كبيرة في حياة أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة وتاريخهم، بدءاً من صيد اللؤلؤ ومروراً بصيد الأسماك ووصولاً إلى عمليات التبادل التجارية في الموانئ البعيدة

ظل البحر يلعب دوراً مهماً في حياة أبناء الإمارات، نظراً لطبيعة بيئتهم الصحراوية القاسية التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، وحظيت الحياة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة كبيرة خلال السنوات التي سبقت اكتشاف النفط، إذ شمل التطور مجالات عديدة مثل صناعة السفن والتجارة وصيد الأسماك وصيد اللؤلؤ.

كان النوخذة والبحارة الإماراتيون يتمتعون بخبرات عظيمة في صيد الأسماك واللؤلؤ وقيادة السفن التجارية.

يتميز الصيادون الإماراتيون بمعرفتهم الواسعة بأنواع الأسماك وطرق الصيد بالشباك والسنارة وأفضل مناطق الصيد على مدار العام.

وفيما يتعلق بصيد اللؤلؤ، فقد قام النوخذة من أهل الإمارات بقيادة السفن المخصصة للغوص على اللؤلؤ إلى أكثر المواقع التي تزخر بالمحار “الهيرات”، حيث تستمر عملية جمع المحار لأكثر من أربعة أشهر. كما أبحرت السفن التجارية في رحلات طويلة إلى موانئ بعيدة، مثل ميناء ولاية كيرالا في الهند، وميناء مومباسا في كينيا.

القلافة (صناعة السفن)

كانت القلافة “صناعة السفن” من أبرز المهن التقليدية وأهمها في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، نظراً لأهمية السفن في صيد الأسماك والتجارة وصيد اللؤلؤ. وكانت هذه السفن تُصنع من جذوع النخيل والخشب المستورد، والحبال المصنوعة من الليف. وكان يُحكَم غلقها باستخدام القطن لملء الفراغات التي توجد بين الخشب، ثم يُطلى هيكل السفينة بأكمله باستخدام مزيج من مواد معينة، بالإضافة إلى مكونات أخرى، من بينها الصل “شحم الحوت” والنورة “مادة كلسية”.

وقديماً، كانت هناك أنواع عديدة من السفن الإماراتية المختلفة في الحجم والسعة والغرض. ومنها السفينة الشراعية الأكثر شعبيةً في الإمارات المعروفة باسم “البوم” والتي اعتاد التجار على استخدامها. وهناك أيضاً سفينة “السفار” والتي استخدمها التجار في الرحلات البعيدة. وسفينة “القطاع” التي كانت تُستخدم في الرحلات التجارية القصيرة. وكانت سفن “الجالبوت” و”البقارة” و”السنبوك” تُستخدم في رحلات صيد اللؤلؤ ونقل المسافرين. كما كان الصيادون يفضلون القوارب المعروفة باسم “الهوري” التي تحمل من ثلاثة إلى أربعة أشخاص و”الشاحوف” التي تتسع لأكثر من 15 شخصاً.

وتتميز كل سفينة عن الأخرى من خلال الجلف الفريد “النقوش” الموجود على الرقعة “مؤخرة السفينة”. ويقوم الجلافة “صُنّاع السفن” بكتابة نقوش تحمل كتابات وصور، غالباً ما تكون لحيوانات، مثل الصقور أو الإبل.

الموانئ الرئيسة

اعتاد التجار الإماراتيون الإبحار قبل اكتشاف النفط إلى أماكن كثيرة حتى وصلوا إلى موانئ بحر العرب والمحيط الهندي. ومن بين الموانئ الرئيسة التي أبحروا إليها ميناء عدن في اليمن التي تُعتبر “منطقة آمنة” آنذاك تزخر بالعديد من الأسواق والمناطق التجارية، بالإضافة إلى ميناء مانغلور في الهند، حيث يمكن شراء الأخشاب الاستوائية والقهوة والمكسرات، وقوالب الطوب الأحمر الهندي الذي ينقله التجار إلى أسواق أفريقيا.

وكانت مومباي مقصداً مهماً لبيع لؤلؤ الخليج العربي، نظراً لاشتهارها بأكبر أسواق اللآلئ في الهند المعروف باسم “موتي بازار”، حيث كان يُباع الكثير من الحلي الأخرى، وتتوفر أيضاً الخدمات المالية المصرفية والتأمينية.

ترجع أهمية جزيرة سقطرى الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لليمن إلى موقعها المتميز عند تقاطع بحر العرب والبحر الأحمر. وقد اعتاد التجار الإماراتيون السفر إلى سقطرى لمقايضة اللؤلؤ والأقمشة والتمور بالسمن والمحار وزعانف سمك القرش ومنتجات الألبان. وكذلك يمكن شراء زيت الوقود من سقطرى؛ نظراً لوجود مستعمرة بريطانية فيها.

أما في ميناء مومباسا، فقد اعتاد التجار الإماراتيون شراء التوابل والذهب والعاج والحبوب مثل، الدُّخن والسمسم وجوز الهند والخشب.

https://hura7.com/?p=20189

الأكثر قراءة