الأحد, يوليو 13, 2025
28.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

حان وقت تغيير النهج والحكومة اللبنانية

ناضر كسبار

جريدة الحرة ـ بيروت

يلاحظ كل من يتابع مقالاتي أنني أُشدد دائمًا على ميزة بالغة الأهمية يجب أن يتحلى بها كل مسؤول، سواء في دولة أو إدارة أو نقابة أو مؤسسة، وهي: الخبرة. فالخبرة، لا الشهادات الأكاديمية وحدها، هي التي ينبغي أن تتصدر السيرة الذاتية للمسؤول (C.V).

نعم، الخبرة. الحكمة، وبعد النظر، واستشراف المستقبل. القدرة على معالجة الأمور بليونة وصلابة في آنٍ معًا، ووضع خطط واضحة وثابتة. هذه هي السمات التي يجب أن تميز المسؤول الحقيقي.

فمعالجة الملفات الكبرى تتطلب ممارسة فعلية على الأرض، وتفاعلًا واقعيًا مع ما هو قائم. وإذا أردنا تغيير الواقع، فعلينا أولًا أن نُدركه كما هو. فكما أن الطبيب الناجح هو من يُحسن تشخيص المرض، كذلك المسؤول لا يستطيع معالجة مشكلة لم يُشخصها بدقة.

قد يبتهج البعض بمسؤولين حققوا نجاحًا في مؤسسة أو شركة، أو أثبتوا كفاءة في الخارج، إلا أن هذا وحده لا يكفي. فقيادة طائرة خاصة قد تتطلب مئة ساعة طيران، أما قيادة طائرة جامبو فتحتاج آلاف ساعات التدريب. وكذلك الشأن في الإدارة العامة: قيادة وحدة صغيرة ليست كقيادة جهاز متكامل.

والمسؤولية عن فرع ليست كالمسؤولية عن مؤسسة وطنية. وإذا لم يكن المسؤول على تماسٍ مباشر مع القاعدة، مطّلعًا على متطلباتها ومشكلاتها، فلن ينجح. ويُفترض به أن يكون لينًا وصلبًا في آنٍ معًا، وألا يطلب شيئًا لنفسه، ولا يُضطر إلى مجاراة أحد، أكان مسؤولًا أو صديقًا.

كان الجنرال ديغول يقول: “على المسؤول ألا يكون لديه أصدقاء. أي أنه لا ينبغي أن يخضع لمسايرة أحد، بل أن يعرف متى يقول “لا” حيث يجب أن تُقال، من دون حرج أو مجاملة.

تبقى العِبرة في الخبرة. حين انتقدنا الحكومة منذ اليوم الأول لتشكيلها، لم يكن ذلك بدافع الانفعال، بل لأنها لم تجسد طموحات اللبنانيين، ولأن أفرادها يفتقرون إلى الحد الأدنى من الخبرة.

طلب بعض الأصدقاء منحها فرصة للعمل. لكننا كنا نعلم، بحكم الممارسة والخبرة، أنها حتى لو حاولت العمل، فلن تنجح، لأنها ببساطة لا تملك الأدوات الفعلية، ولا الخبرات المطلوبة. وقد فشلت منذ لحظة ولادتها، لأنها ولدت ميتة.

وحان الوقت لتغييرها… وتغيير النهج المتّبع في الحكم.

نقيب المحامين السابق في بيروت

https://hura7.com/?p=57745

الأكثر قراءة