الجمعة, مارس 21, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

حجب المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا “خطير”

خاص – لانسحاب الولايات المتحدة من أوكرانيا تأثير عسكري خطير. إذ لم تعد واشنطن تقدم معلومات استخباراتية لكييف، معلقة بذلك تبادل المعلومات تلك. وقد أعلن عن الأمر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، في الخامس من مارس 2025. ومع ذلك، وكما هو الحال مع وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن ذلك ليس سوى وقفة مؤقتة.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار إدارة ترامب في مارس 2025 بتعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وبعد انهيار دراماتيكي في العلاقات بين الرئيس الأمريكي والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي .

المعلومات الاستخباراتية الأمريكية ضرورية لأوكرانيا

وأكد راتكليف ما جاء في تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية. إذ أعرب عن ثقته في أن الولايات المتحدة وأوكرانيا ستعملان مرة أخرى “جنباً إلى جنب” كما في الماضي “لصد العدوان”.

وكان راتكليف يشير إلى الهجمات التي شنها الجيش الروسي. ويصف الخبراء المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الولايات المتحدة بأنها ضرورية لنضال أوكرانيا الدفاعي ضد القوات الروسية.

قال الخبير العسكري كارلو ماسالا في الرابع من مارس 2025: “إذا أوقف الأمريكيون المعلومات الاستطلاعية التي تسمح للأوكرانيين بتتبع تحركات القوات الروسية، فإن القوات المسلحة الأوكرانية ستصبح عمياء. وسيكون ذلك وضعاً أكثر دراماتيكية بكثير من الافتقار الحالي إلى مساعدات الأسلحة”، في إشارة إلى إعلان الحكومة الأمريكية في مارس 2025. ووصف القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا بأنه “أسوأ سيناريو”.

حجب المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا “خطير”

وصف تيموفي ميلوفانوف، وزير الاقتصاد الأوكراني السابق، حجب المعلومات الاستخباراتية عن بلاده بأنه “خطير”. وهذا يعني أن شن هجمات على أهداف بعيدة خلف خطوط المواجهة لم يعد ممكنا. وأضاف أن الصراع بين ترامب وزيلينسكي لا يزال بعيداً عن خواتيمه.

وكتب خبير الأمن فابيان هوفمان أن الافتقار إلى المعلومات الاستخباراتية الأمريكية يعيق في المقام الأول العمليات الدفاعية لأوكرانيا “لأنه قد يحد من قدرة أوكرانيا على الإنذار المبكر من الهجمات الكبرى الوشيكة”.

وعلى وجه الخصوص، من المتوقع أن تتأثر الهجمات على الأهداف المتنقلة في روسيا أيضاً. ومع ذلك، يعتقد هوفمان أن الضربات بعيدة المدى على أهداف ثابتة في المناطق الداخلية ينبغي أن تظل دون أن تتأثر.

ويعتقد الخبير العسكري جوستاف جريسيل: “من المرجح أن يرتفع عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير مع خسارة أوكرانيا لأنظمة إنذار مبكر مهمة. كما أصبحت صورة الوضع للقوات المسلحة الأوكرانية غير واضحة بشكل متزايد، وخاصة في ما يتعلق بتحركات القوات الروسية خلف الجبهة”.

وكالة المخابرات المركزية تتحرك بناء على أوامر ترامب

بحسب راتكليف، فإن تعليق إمداد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية تم بناء على طلب الرئيس الأمريكي. وأضاف رئيس وكالة المخابرات المركزية إن ترامب “سأل نفسه حقاً” ما إذا كان زيلينسكي “ملتزماً بعملية السلام”، مبرراً هذه الخطوة. وكان يشير إلى الخلاف الذي دار أمام الكاميرات بين الرجلين في البيت الأبيض يوم الجمعة.

عقب الخلاف المذكور، علق ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا. لكن الرئيس الأمريكي أعلن قبل أيام أمام الكونغرس في واشنطن أن زيلينسكي أكد له في رسالة استعداده “للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن من أجل تقريب السلام الدائم”.

كييف لم تعد تتلقى صوراً من الأقمار الصناعية

وفي مناطق الحرب، زودت المعلومات الاستخبارية الأمريكية المستمدة من صور الأقمار الصناعية والمراقبة الإلكترونية والاتصالات التي تم اعتراضها القادة الأوكرانيين بمعلومات محدثة عن تحركات القوات الروسية. وبناء على ذلك، استطاعت القوات المسلحة الأوكرانية تقييم كيفية الدفاع عن نفسها ضد هجوم روسي.

فعلى سبيل المثال، زودت الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود أوكرانيا بمعلومات مهمة شكلت الأساس للهجوم على الميناء البحري الروسي في كراسنودار. وبالإضافة إلى ذلك، تستطيع الولايات المتحدة توفير إنذار مبكر بشأن القاذفات الروسية المتجهة نحو أوكرانيا والتنبؤ بأهدافها المحتملة.

توقفت وكالات الاستخبارات الأمريكية مؤقتاً عن تزويد أوكرانيا بأي إحداثيات إضافية للأهداف المحتملة أو معلومات حول الهجمات الوشيكة بطائرات بدون طيار والصواريخ. وقال فاليري كوندراتويك، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية: “كل شيء جاهز… فالأسوأ بالنسبة لأوكرانيا هو أنها لم تعد تتلقى صوراً من الأقمار الصناعية العسكرية”.

الشركاء الأوروبيون عاجزون حالياً عن التعويض

أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في السادس من مارس 2025 أن فرنسا تتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهي الخطوة التي جاءت بعد أن قطعت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، إلى جانب الرئيس الأوكراني، لحضور قمة لمناقشة تعزيز الإنفاق الدفاعي وتعهدات الدعم لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا.

ووفق كوندراتويك، فإن الشركاء الأوروبيين لا يستطيعون حالياً تعويض الأمر. وقد أشار تقرير إلى “أنه تم في البداية حجب المعلومات المتعلقة بالأهداف في روسيا فقط، ولكن ليس في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. ولكن تبين فيما بعد أن تدفق المعلومات قد توقف تماماً”.

هناك معلومات استخباراتية تأتي من شركاء أوروبيين، لكن من المشكوك فيه ما إذا كانت كافية. ويقول مصدر في الجيش الأوكراني إن نحو 80 بالمئة من المعلومات عن القوات الروسية تأتي من شركاء أجانب، معظمها من الولايات المتحدة. وفي حين لا يزال الجيش الأوكراني قادراً على الاعتماد على الذخيرة والأسلحة الموجودة من الولايات المتحدة، إلا أن فقدان المعلومات الاستخباراتية أكثر خطورة.

لم يعد من الممكن الآن استخدام أنظمة صواريخ هيمارز الأمريكية لشن هجمات بعيدة المدى على المنشآت الروسية، إذ يتم نصبها بالقرب من الجبهة. أما الأهداف التي تبعد أكثر من 60 كيلومتراً، فيتم تحديدها عادةً بناءً على المعلومات الأمريكية. ومن المرجح أن تؤثر عدم قدرة أوكرانيا قادرة قريباً على تنفيذ ضربات ATACMS وHIMARS ضد أنظمة الدفاع الجوي الروسية داخل روسيا وأراضي أوكرانيا المحتلة، على مدى قرب الطيارين الروس من خط المواجهة.

تعزيز قدرة روسيا

وفقاً لتقديرات المعهد الأمريكي لدراسات الحرب (ISW)، من شأن ذلك أن يعزز قدرة روسيا على استخدام القنابل الانزلاقية بفعالية ضد مناطق الخطوط الأمامية والمدن القريبة من العمق الأوكراني. علاوة على ذلك، فقد تزداد شدة الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار. إذ نجحت الهجمات الأوكرانية على مستودعات الصواريخ والذخيرة الروسية حتى الآن في تخفيف الضغط على القوات الأوكرانية على طول خط المواجهة بأكمله من خلال منع القوات الروسية من استغلال ميزتها المدفعية.

لدى الولايات المتحدة عدد كبير من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المتمركزين في أوكرانيا، الذين يساعدون الجيش الأوكراني في تقييم بيانات الأقمار الصناعية وتحديد الأهداف المحتملة. لكن بات ممنوعاً عليهم الآن القيام بذلك. وبحسب معلومات من الدوائر السياسية في الولايات المتحدة، فإن الإجراء الأمريكي يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على زيلينسكي للسعي إلى مفاوضات سلام سريعة. وكانت واشنطن قد أوقفت بالفعل في وقت سابق المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ولقي القرار انتقادات شديدة من جانب الديمقراطيين. إذ صرح جيم هايمز عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي: “إن قطع إمدادات الأسلحة لأوكرانيا لمواجهة عدوان بوتين أمر لا يغتفر في حد ذاته، وفكرة أننا نحجب الآن معلومات استخباراتية منقذة للحياة عن الأوكرانيين الذين يقاتلون ويموتون أمر لا يغتفر هو الآخر”. “يجب إنهاء أي انقطاع في تبادل المعلومات على الفور”.

https://hura7.com/?p=46148

الأكثر قراءة