خاص – يثير التقييم الاستخباراتي السنوي للتهديدات العالمية تساؤلات حول مدى استعداد البلدين للتوصل إلى تسوية سريعة للحرب. فقد أطلقت وكالات الاستخبارات الأمريكية ناقوس الخطر بشأن تضاؤل فرص فوز أوكرانيا في ساحة المعركة ضد روسيا في تقرير سنوي صدر في 25 مارس 2025.
إن تقييم التهديدات السنوي لمجتمع الاستخبارات الأمريكي لعام 2025 ــ الذي أصدره مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بالتزامن مع شهادة كبار المسؤولين في جلسة استماع للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ــ يحذر من أن موسكو “استولت على اليد العليا” في الحرب على مدى العام 2024، وهي “على الطريق لكسب نفوذ أكبر” لفرض شروط مواتية في مفاوضاتها مع أوكرانيا والغرب.
وترى وكالات الاستخبارات أن الجيش الروسي لا يزال يتمتع بالمرونة على الرغم من الخسائر الفادحة في ساحة المعركة، حيث يعمل على تجديد الأفراد وتعزيز قدراته الصناعية.
على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتمكن من تحقيق النصر الكامل الذي تصوره عندما شنّ حرباً واسعة النطاق في فبراير 2022، إلا أن روسيا تحتفظ بزخمها، إذ تستغل حرب استنزاف طاحنة المزايا العسكرية الروسية، كما جاء في التقرير. “ستؤدي حرب الاستنزاف الطاحنة هذه إلى تآكل تدريجي ومطرد لمكانة كييف في ساحة المعركة، بغض النظر عن أي محاولات أمريكية أو من الحلفاء لفرض تكاليف جديدة وأكبر على موسكو”.
يأتي هذا التحليل في الوقت الذي يُطالب فيه الرئيس دونالد ترامب بإبرام اتفاق لإنهاء الحرب، بعد أن تعهد خلال حملته الانتخابية بالتفاوض على تسوية بين روسيا وأوكرانيا خلال أول 24 ساعة من رئاسته. إلا أن العلاقات الأمريكية – الأوكرانية تشهد حالياً أسوأ توتراتها منذ حرب أوكرانيا عام 2022. كما يُثير ضغط ترامب قلق مناصري أوكرانيا في الولايات المتحدة وأوروبا من أن أي اتفاق مُحتمل قد يكون بشروط مُحابية لروسيا.
ومع ذلك، يُلقي التقييم بظلال من الشك على رغبة روسيا أو أوكرانيا في التوصل إلى اتفاق. ويخلص التقرير إلى أن بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “مهتمان بمواصلة المناقشات” لإنهاء الحرب، لكن كلا الزعيمين “يعتقدان على الأرجح أن مخاطر حرب طويلة الأمد أقل من مخاطر التوصل إلى تسوية غير مُرضية”.
“بغض النظر عن كيفية وتوقيت انتهاء الحرب في أوكرانيا، فإن الاتجاهات الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية والسياسية المحلية الحالية في روسيا تؤكد على قدرتها على الصمود والتهديد المحتمل الدائم لقوة الولايات المتحدة ووجودها ومصالحها العالمية”، وفق تقرير الاستخبارات.
يضيف التقرير في تقييمه أن بكين تمثل “التهديد العسكري الأكثر شمولاً وقوة” للولايات المتحدة. وتزعم وكالات الاستخبارات أن الصين من المرجح أن تصعد من إجراءاتها ضد تايوان، ويتوقع التقرير تقدماً “مطرداً ولكن غير متساوٍ” من جانب الصين في تطوير القدرات العسكرية اللازمة لغزو الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي وردع التدخل الأمريكي.
يشير التقرير إلى التقدم العسكري المتواصل الذي أحرزته بكين، بما في ذلك تطوير صواريخ بعيدة المدى، وتوسيع أسطولها البحري، وتحديث قواتها البرية. وتُقدّر وكالات الاستخبارات أن الصين “لا تزال عازمة” على توسيع ترسانتها النووية وإصلاحها.
ومن المرجح أيضاً أن تكون بكين قد طورت “استراتيجية متعددة الأوجه على المستوى الوطني” لتحل محل الولايات المتحدة كزعيم عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. كما حافظ مجتمع الاستخبارات على تقييمه بأن إيران لا تقوم حالياً ببناء سلاح نووي، لكنه يشير إلى أن “الضغوط ربما مورست على المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للقيام بذلك”.
جاء في التقرير: “في العام 2024، كان هناك تآكل في المحرمات التي استمرت لعقود من الزمن حول مناقشة الأسلحة النووية في الأماكن العامة، مما شجع المؤيدين للأسلحة النووية داخل جهاز صنع القرار في إيران”.
وستستخدم إيران قدراتها الصاروخية وبرنامجها النووي لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط ومواصلة مساعدة الجماعات المسلحة لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. لكن التقرير يشير أيضاً إلى أن سقوط نظام الأسد في سوريا والتدهور العسكري لجماعة حزب الله “دفع القادة في طهران إلى إثارة أسئلة جوهرية بشأن نهج إيران”.