خاص – ذكرت تقارير أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد أن تسيطر موسكو بشكل كامل على أربع مناطق أوكرانية يدعي ضمها كجزء من أي اتفاق لإنهاء الحرب. وتمثل مطالب بوتين، ضربة لجهود الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بشكل دائم وسط تكهنات بأن الرئيس الأمريكي سينسحب من المحادثات إذا لم يكن الاتفاق وشيكاً.
يذهب طلب بوتين إلى أبعد مما كان على الطاولة في المناقشات بينه وبين مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الذي ينص على وقف القتال على طول خطوط المواجهة. كما ينص الاقتراح على أن تسيطر موسكو بحكم الأمر الواقع على أجزاء من مناطق خيرسون وزابوريزهيا ولوغانسك ودونيتسك التي تحتلها روسيا ولكنها لا تسيطر عليها بالكامل.
كان الاتفاق مثيراً للجدل بما فيه الكفاية، مع التنازلات بما في ذلك الاعتراف القانوني المقترح بضم شبه جزيرة القرم، لكن التقارير تشير إلى أن بوتين لم يتراجع عن مطالبه، مما يضع عقبة أخرى أمام سعي ترامب إلى التوصل إلى حل سريع. وزعم الكرملين أن وضع خيرسون وزابوريزهيا ولوغانسك ودونيتسك تعزز بإضافتها إلى الدستور الروسي عقب استفتاءات تمت إدانتها دولياً باعتبارها خدعة.
وخلال المحادثات التي جرت الشهر الماضي في موسكو، حاول ويتكوف إقناع بوتين بإمكانية الاعتراف بأجزاء من هذه المناطق الواقعة خلف خط المواجهة باعتبارها خاضعة لسيطرة روسيا بحكم الأمر الواقع. لكن يبدو أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، إذ ستكون هناك حاجة إلى اتصال مباشر بين بوتين وترامب لتحقيق أي تقدم آخر. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جيمس هيويت أن المجلس لا يعلق على المفاوضات الجارية وأن التقدم مستمر.
بدوره، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن كييف تستعد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن عقوبات جديدة يمكن أن تدفع موسكو نحو الدبلوماسية. ويضيف التقرير إلى المخاوف من أن بوتين سيرفض تقديم التنازلات وسيلتزم بالأهداف القصوى، والتي تشمل منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
يقول برين روزنفيلد، الخبير الجيوسياسي والأستاذ المشارك في شؤون الحكومة بجامعة كورنيل: “حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن بوتين لن يتخلى عن أوكرانيا”. وتابع روزنفيلد: “حتى لو اضطرت أوكرانيا إلى التنازل عن أراض كبيرة، فإنها ستظل أكثر توجهاً نحو أوروبا، وأكثر معاداة لروسيا، وأكثر تصميماً على بناء مؤسسات ديمقراطية فاعلة”. وأضاف: “حتى لو كانت عضوية الناتو غير واردة، فإن بوتين لن يكون راضياً، لأن الاتجاه الذي يريد الأوكرانيون بوضوح من حكومتهم أن تتخذه لن يكون مقبولاً بالنسبة له”.
وكان بوتين قد أعلن وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في أوكرانيا اعتباراً من الثامن من مايو 2025، بمناسبة الذكرى السنوية لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، لكن الإعلان قوبل بالتشكك والمخاوف من أنه لن يخدم سوى مصالح موسكو. في هذه الأثناء، أكدت الولايات المتحدة أن المفاوضات مستمرة بوتيرة سريعة، على الرغم من استمرار التكهنات حول التزام واشنطن بهذه العملية على المدى الطويل.