mc-doualiya – تتزايد المخاوف من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالردّ.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنه على ضوء “احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها”، أمر وزير الدفاع لويد أوستن “بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة”.
وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي “تحمل صواريخ بالستية دفاعية” و”سربا إضافيا من الطائرات الحربية” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. واتهمت إيران وحماس وحزب الله إسرائيل باغتياله، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن قتل فؤاد شكر المسؤول عن إدارة عمليات حزب الله في جنوب لبنان، في معقل الحزب بضاحية بيروت الجنوبية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن هنية قتل بواسطة “مقذوف قصير المدى” أطلق على مقر إقامته. وذكر الحرس الثوري في البيان الذي نشرته وكالة “إرنا” الرسمية أنه “بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه حوالى 7 كلغ أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين”، متسببا في “انفجار قوي”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ذكرت أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني. وتوعّدت إيران وحزب الله ب”الثأر”. وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يردّ حزب الله بضربات “في عمق” إسرائيل و”لا يكتفي بأهداف عسكرية”.
ونقلت وكالة “إرنا” الرسمية عن البعثة قولها إن “حزب الله والكيان (الإسرائيلي) كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم” ومنذ اندلاع حرب غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من أكتوبر 2023 يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق نار بشكل يومي عبر حدود لبنان الجنوبية.
كان هنية “في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما اغتيل بمقذوف جوي” بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني. غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بفؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.
وتوعّد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بإنزال “أشدّ العقاب” بإسرائيل بعد اغتيال هنية، فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن “الردّ آت حتماً” بعد اغتيال شكر. وكتبت صحيفة “كيهان” الإيرانية أن تل أبيب وحيفا “بين الأهداف”، متوقعة “خسائر بشرية أليمة”. وبحسب مصدر في حزب الله، فإن إيران وحلفاءها يبحثون احتمالين للردّ على إسرائيل، ما بين “الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل في حال جهوزية “عالية” من الاستعدادات لأي سيناريو كان “سواء دفاعي أو هجومي”. وشنت طهران في 13 أبريل هجوما غير مسبوق بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول أبريل، ونسبت إلى إسرائيل. لكن تم اعتراض معظم الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل والقوات الأميركية والحليفة المنتشرة في المنطقة. ولم يسجّل سقوط ضحايا.
لبنان في حال تأهب
في هذا الوقت، أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت بعدما نصحت الآلاف من رعاياها بمغادرة البلد. وفي مؤشر إلى تزايد المخاوف، تنتشر شائعات في لبنان عن إلغاء رحلات إلى بيروت، وهو ما نفاه الطيران المدني. لكن شركتي “إير فرانس” و”ترانسافيا فرانس” مددتا تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 أغسطس 2024 على الأقل “بسبب الوضع الأمني”.
ودعت فرنسا رعاياها الذين يزورون إيران إلى المغادرة “في أسرع وقت”. على الأرض، أفاد مصدر أمني لبناني عن مقتل عنصر في حزب الله في “غارة إسرائيلية” بواسطة “طائرة مسيّرة” في جنوب لبنان. ونعى حزب الله المقاتل علي نزيه عبد علي الذي “ارتقى شهيداً على طريق القدس”. كما تبنّى الحزب هجومين على مواقع إسرائيلية قرب الحدود.
غزة تحت قصف متواصل
في قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية. وأعلن الجيش أنه “يواصل تفكيك البنى التحتية” في وسط قطاع غزة وفي منطقة رفح (جنوب).وتعهّد نتانياهو بالقضاء على حماس رداً على هجومها.