خاص – رفض “حزب الله” مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن وحدة النخبة الإيرانية كانت تستخدم بشكل غير قانوني الرحلات الجوية المدنية في مطار في بيروت لتحويل الأموال إلى الجماعة اللبنانية وسط وقف إطلاق النار. حيث أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد أفيخاي أدرعي، في 12 فبراير 2025، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله “يستغلان مطار بيروت والرحلات المدنية لتهريب الأموال المخصصة لتعزيز المنظمة ودعم الأنشطة ضد دولة إسرائيل”.
وأضاف أدرعي: “جيش الدفاع الإسرائيلي على اتصال بآلية مراقبة تفاهمات وقف إطلاق النار، ويقوم بشكل روتيني بإبلاغ المعلومات ذات الصلة من أجل وقف هذا التهريب. وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن تقييمنا هو أنه تم تحويل بعض الأموال بنجاح”. لكن المتحدث بإسم “حزب الله” ردّ بأن “المطار لا يديره الحزب، بل الحكومة اللبنانية، وأن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة”.
وأضاف المتحدث في بيان: “إن الدولة اللبنانية مسؤولة عن هذه المرافق وليس لحزب الله أي سيطرة على أي من مرافق الدولة”، وأكمل: “إن هذه الاتهامات كاذبة دائماً لأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة. وخلال الحرب حاولوا التهديد بوضع أسلحة وأشياء أخرى في عدد من مرافق الدولة والبنية التحتية”.
وتابع المتحدث: “لقد سبق لوزير الأشغال العامة والنقل أن جال في المطار وفي المرفأ، وتبين أن هذه التصريحات كاذبة، وقد ثبت حتى الآن أن الإسرائيليين يكذبون ويماطلون ولا ينفذون الاتفاقات، ومن المفترض أن تقوم الدول الضامنة للاتفاق بدورها ولا تقف مكتوفة الأيدي”.
بعد وقت قصير من شن حركة “حماس” هجوماً مفاجئاً ضد إسرائيل من قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ِشرع “حزب الله” بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف عبر الحدود الجنوبية للبنان. واندلعت الحرب التي تلت على جبهات متعددة في جميع أنحاء المنطقة، حيث هاجمت فصائل محور المقاومة بقيادة إيران إسرائيل من العراق وسوريا واليمن.
ومع تقدم القوات الإسرائيلية في غزة، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في لبنان العام 2024، فقتلت عدداً كبيراً من كبار قادة الحزب، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله، وأنشأت منطقة عازلة فعالة في الجنوب. وفي السابع والعشرين من نوفمبر 2024، توصل الجانبان، بوساطة فرنسا والولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً، ثم تم تمديده إلى الثامن عشر من فبراير 2025.
وبموجب الاتفاق، ستخرج القوات الإسرائيلية من لبنان، ويسحب “حزب الله” مقاتليه ومعداته إلى الشمال من نهر الليطاني. لكن الجانبين تبادلا الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق، ونفذ الجيش الإسرائيلي عدداً من الضربات ضد مواقع مزعومة لـ”حزب الله” طوال فترة الهدنة. وفي تصريحاته، حذر أدرعي من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لمنع “حزب الله” من إعادة تنظيم صفوفه.
وأضاف: “جيش الدفاع الإسرائيلي لن يسمح للمنظمة بتعزيز قواتها وسيستخدم كل الوسائل المتاحة لتطبيق تفاهمات وقف إطلاق النار وضمان أمن مواطني دولة إسرائيل”. وأفادت السلطات اللبنانية بمقتل أكثر من 4 آلاف شخص نتيجة الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وكلاهما من بين القتلى. وقدر الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 3800 مقاتل من “حزب الله” خلال هذه الفترة.
وقد اتُهمت إيران بإرسال مساعدات إلى “حزب الله” عبر رحلات جوية مدنية في مطار بيروت. وفي أكتوبر 2024، زعم تقرير أن طهران أرسلت سراً أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى حليفها، وقامت بتهريب الطعام ونقلت مقاتليها للتدريب. بينما نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التقرير في ذلك الوقت، وقالت إن إيران تقدم “مساعدات إنسانية إلى لبنان عبر قنوات متعددة”. وأوضحت البعثة الإيرانية: “إن لبنان ليس في حاجة إلى دعم عسكري. ويجب أن تتركز الأولوية القصوى والملحة على إرساء وقف إطلاق النار وتسهيل جهود الإغاثة”.
ورفض “حزب الله” أيضاً هذه المزاعم، وأكد إن المجموعة “تملك ما يكفي من المعدات والأعداد لصد العدوان”، وأن “لسنا بحاجة إلى أي دعم عسكري”. علماً بأن هناك إجراءات إضافية يجري اتخاذها لتعزيز الأمن في المنشأة بسبب مخاوف من محاولات محتملة لتهريب الأموال إلى “حزب الله” عبر رحلات جوية من دول الجوار.