السبت, يناير 18, 2025
-0 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

خسائر قياسية للجيش الإسرائيلي تثير التساؤلات حول استراتيجياته العسكرية

وكالات ـ شهد الجيش الإسرائيلي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 موجة خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، جعلته أحد أكثر الشهور دموية في تاريخه الحديث. تلك الخسائر جاءت نتيجة تصاعد الأعمال العسكرية في جبهات مختلفة، ولا سيما في الجنوب ضد حركة حماس وفي الجبهة الشمالية ضد حزب الله، مما وضع القوات الإسرائيلية تحت ضغوط شديدة وأثار موجة من الانتقادات الداخلية والخارجية حول استراتيجيات الجيش في مواجهة هذه التحديات المتعددة.

وبحسب تقارير إعلامية ، بلغت الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي نحو 57 جنديا قُتلوا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، في حين تسببت المواجهات المستمرة في إصابة عدد كبير من الجنود، حيث يُقدر العدد الكلي للمصابين منذ بداية الصراع بأكثر من 12 ألف إصابة. وتشير التقارير إلى أن الخسائر شملت الجبهتين الشمالية والجنوبية، حيث شهدت جبهة جنوب لبنان تصاعدا ملحوظا في الاشتباكات مع حزب الله، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين هناك، يُقدر بنحو 37 جنديا. وعلى جبهة قطاع غزة، أسفرت المواجهات أيضا عن مقتل حوالي 19 جنديا خلال الشهر نفسه، إضافة إلى جندي قُتل في حادث عملياتي قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع.

أما “حزب الله”، فقد أعلن أنه تم خلال تشرين الأول/ أكتوبر مقتل 90 جنديا وضابطا إسرائيليا، وإصابة 750 آخرين.

خسائر مادية ضخمة

وكانت الخسائر المادية أيضا ملموسة، فقد أكد حزب الله تدمير ما لا يقل عن 38 دبابة ميركافا، وهي الدبابات التي تُعتبر من أهم عتاد الجيش الإسرائيلي المدرع. تدمير هذه الدبابات يعتبر ضربة قوية لتفوق الجيش الإسرائيلي العسكري، خاصة أن دبابات ميركافا تُعد أحد الرموز البارزة في منظومته الدفاعية. وقد أثرت هذه الخسائر على قدرات الجيش في الردع وفي الحفاظ على مواقعه الأمامية، مما أثار تساؤلات جدية حول استراتيجيات الجيش وإمكانية استمرار العمليات العسكرية بنفس الوتيرة.

وتتزايد الضغوط على الجبهة الداخلية في إسرائيل بشكل مطرد، فالتكاليف البشرية والمادية الهائلة أدت إلى ردود فعل حادة من الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ يتساءل عن جدوى استمرار التصعيد في الجبهتين الشمالية والجنوبية. ويرى محللون أن الخسائر التي تكبدها الجيش خلال أكتوبر/تشرين الأول تعد الأكبر منذ سنوات، وأن استمرار القتال بمثل هذه الخسائر قد يكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى. يعزز ذلك حالة القلق في الأوساط الشعبية والسياسية، حيث بدأ البعض في إسرائيل يدعو إلى إعادة النظر في النهج العسكري المتبع والعمل على التوصل إلى هدنة لوقف نزيف الأرواح والخسائر المتزايدة.

وتطرح هذه الأحداث بحسب بعض المراقبين تساؤلات حول جاهزية الجيش الإسرائيلي للتعامل مع تحديات متعددة في وقت واحد، خاصة مع تغير أساليب الحرب لدى خصومه. إذ يعتمد كل من حزب الله وحماس على استراتيجيات قتالية غير تقليدية تعتمد على الأنفاق، والطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة بدقة، وهي أدوات جعلت من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحقيق التفوق الكامل. ولم تقتصر التحليلات على الشأن العسكري، فهناك بعد اقتصادي يؤخذ بالحسبان، إذ أن التكاليف المرتفعة للحرب تؤثر أيضا على الاقتصاد الإسرائيلي وتثير تساؤلات حول استمرار العمليات المكلفة.

https://hura7.com/?p=36486

الأكثر قراءة