جريدة الحرة
DWـ تتعالى وتزداد الأصوات المطالِبة للحكومة الألمانية بانتهاج سياسة أكثر صرامة تجاه إسرائيل، في ضوء المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث شكّل أكثر من 130 دبلوماسيًا في وزارة الخارجية الألمانية مجموعة داخلية حملت اسم “مخالف مخلص”.
وذكرت مجلة دير شبيغل أن هؤلاء الدبلوماسيين — ومعظمهم من فئة الشباب — يدعون إلى مقاربة أكثر حزماً في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية. وأضافت المجلة أن المجموعة تسعى إلى التأثير في توجهات وزارة الخارجية، في ظل تزايد الانتقادات داخل ألمانيا حيال موقفها من الحرب في غزة.
ونقلت المجلة عن متحدث باسم الوزارة تأكيده وجود هذه المجموعة، مشيرة إلى وجود خطط لعقد اجتماع مع وزير الخارجية يوهان فادفول، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ.
وأشارت دير شبيغل إلى أن تشكيل مجموعة مماثلة داخل الوزارة يُعد أمرًا غير معتاد، لكنه يعكس المزاج المتغير في أوساط النخبة الدبلوماسية الألمانية. ولفتت إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تناميًا في الدعوات إلى تبني موقف أكثر صرامة من قبل حكومة المستشار فريدريش ميرتس إزاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية الوضع الميداني والإنساني في غزة.
وكانت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية ريم العبلي-رادوفان قد أعربت، يوم الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025)، عن عدم رضاها إزاء قرار ألمانيا الامتناع عن التوقيع على بيان مشترك صدر عن أكثر من 25 دولة غربية، دعا إلى إنهاء الحرب في غزة.
تصعيد في اللهجة الألمانية تجاه إسرائيل
وفي تطور لافت، وجّه المستشار ميرتس انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية، مؤكّدًا أنه أبلغ رئيس الوزراء نتنياهو، يوم الثلاثاء، بـ”وضوح شديد” أن برلين لا توافق على سياستها في قطاع غزة. وقال ميرتس:
“نحن نرى أولاً وقبل كل شيء حجم المعاناة الهائلة التي يعيشها المدنيون هناك، ولذلك أكرّر دعوتي لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان غزة. الطريقة التي يتصرف بها الجيش الإسرائيلي غير مقبولة.”
بدوره، أوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، أن امتناع برلين عن التوقيع على البيان الأوروبي لا يعني غياب الانتقاد، بل إن تصريحات ميرتس ووزيرة الخارجية يوم الإثنين كانت “منتقدة بشدة للسلوك العسكري الإسرائيلي”، مضيفًا أن “تصريحاتهما لا تقل حدة أو أهمية عن فحوى الإعلان المشترك”.


