الثلاثاء, يوليو 15, 2025
30.2 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

دولي ـ خيارات محتملة للرد الإيراني على الولايات المتحدة

خاص ـ يتعين على إيران اتخاذ قرار بشأن الرد على الهجمات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية رئيسية، في ظل تهديد الرئيس دونالد ترامب بشن المزيد من العمليات العسكرية، إذا ما هي ردّت. وفي ما يلي سبعة خيارات محتملة للرد من جانب إيران.

أولًا: مواصلة المحادثات النووية

انخرطت إيران خلال العام 2025 في محادثات مع الولايات المتحدة لإيجاد حل سلمي للنزاع حول برنامجها النووي، لكنها لم تتحرك بالسرعة الكافية لإرضاء ترامب. استبعدت إيران في يونيو 2025 إجراء المزيد من المحادثات، بينما واصلت إسرائيل هجماتها عليها، وهو عامل محتمل دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرارها بعد أيام من إعلان ترامب أنه سيقرّر خلال يونيو 2025.

كانت نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات النووية تخصيب اليورانيوم. وتمثل الموقف الأمريكي بمنع إيران من أي تخصيب، إذ يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. وأكدت إيران أنها لن توافق على ذلك أبدًا، وأنها تسعى للتخصيب لأغراض سلمية فقط.

ثانيًا: حشد الدعم الدبلوماسي ضد الولايات المتحدة

ستفعل إيران ذلك على أي حال، إذ كان واضحًا من التصريح الأولي لوزير الخارجية، عباس عراقجي، أن الهجوم الأمريكي أُدين باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، مع نداء إلى ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. قد تجد إدانة إيران صدىً لدى قوى أخرى، مثل الصين وروسيا، اللتين تربطهما علاقات وثيقة بطهران. لكن الولايات المتحدة قد تستخدم حق النقض الفيتو ضد أي قرار لمجلس الأمن الدولي، وقد تحظى بدعم حلفائها الغربيين. والأهم من ذلك، هل اتخذت الصين وروسيا أي إجراء أقوى ضد الولايات المتحدة يتجاوز التصريحات؟

ثالثًا: هجمات على الأهداف العسكرية الأمريكية

تحتفظ الولايات المتحدة بمنشآت عسكرية في ما لا يقل عن 19 موقعًا في أنحاء الشرق الأوسط. من بين هذه المواقع، ثمانية قواعد دائمة في الدول العربية والخليجية بقوة عسكرية منتشرة تتراوح بين 40,000 و50,000 جندي. ومهاجمة أي من هذه الدول ستُمثّل تصعيدًا كبيرًا.

من المرجح أن يُؤدّي ذلك إلى ردّ عسكري أكبر من الولايات المتحدة. كما سيشمل توجيه ضربات إلى بعض الدول العربية التي أدانت حتى الآن تصرفات إسرائيل في مهاجمة إيران، وحذّرت الولايات المتحدة من أيّ تصعيد إضافيّ، ما يُمثّل بالتالي تحدّيًا دبلوماسيًّا وعسكريًّا.

رابعًا: تعطيل إمدادات النفط

كان رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية للدفاع والأمن القومي قد صرح في وقت سابق بأن إغلاق مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان والطريق لنحو خمس شحنات النفط العالمية، قيد الدراسة بشكل جدي.

أي تعطيل من هذا القبيل قد يدفع بأسعار النفط للارتفاع ويفاقم التوترات بين إيران والقوى الغربية، مما قد يؤدي إلى اشتباكات بحرية تهدف إلى الحفاظ على الوصول إلى الممر المائي الحيوي. كما أن إغلاق المضيق سيؤثر سلبًا على الصين، وهي مستورد رئيسي للنفط الإيراني، وكذلك على دول الخليج التي انتقدت الضربات الإسرائيلية على إيران.

خامسًا: استخدام الجماعات الموالية في شن هجمات

من المحتمل أن تقوم شبكة إيران من الجماعات بالوكالة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، والجماعات المسلحة في العراق، وحزب الله في لبنان، بتنفيذ هجمات صاروخية، وعمليات تخريب، وهجمات هجينة. لكن معظم الجماعات الموالية لإيران تضررت بشدة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية.

تواصل حماس شنّ حربها في قطاع غزة، والتي بدأت بهجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل ما أشعل فتيل الصراع الإقليمي، لكنها لا تملك سوى محاولة البقاء. ووافق الحوثيون في اليمن على هدنة مع الولايات المتحدة بعد الغارات الجوية. كما تضرر حزب الله بشدة جراء معاركه الأخيرة مع إسرائيل. وقد صرّح متحدث باسم حزب الله: “لا توجد لدى الحزب خطط فورية للرد على إسرائيل والولايات المتحدة بعد الضربات الأمريكية على إيران”.

سادسًا: تصاعد الهجمات السيبرانية

لدى إيران وحدات سيبرانية، حيث نفذت هجمات على بنوك ومرافق وشبكات عسكرية أمريكية وإسرائيلية، مُلحقةً أضرارًا اقتصادية وضربات رمزية، مع الحفاظ على إمكانية الإنكار. وصعّد المتسللون الإيرانيون هجماتهم السيبرانية على بنى تحتية إسرائيلية رئيسية، مثل أنظمة المياه والطاقة، مما يُبرز التركيز المتزايد على الحرب السيبرانية كأداة رئيسية للرد.

سابعًا: تسريع البرنامج النووي

قد تدفع هذه الهجمات إيران إلى السعي لامتلاك القدرة على امتلاك أسلحة نووية بأسرع وقت ممكن، وهو تهديد سبق أن أثاره مسؤولون إيرانيون. وتُصبح الدول التي نجحت في بناء أسلحتها النووية، مثل كوريا الشمالية، أهدافًا أكثر صعوبة للهجمات.

قد يُمثل الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية جراء الغارات الإسرائيلية والأمريكية، واغتيال إسرائيل لعلماء نوويين، انتكاسةً لطموحات إيران في مجال الأسلحة النووية. وهو ما أنكرته طهران، إذ يُمكن إعادة بناء هذه المنشآت. وتمتلك إيران الخبرة اللازمة لصنع أسلحة نووية. وفي حال حصولها عليها، فقد يُطلق ذلك شرارة سباق تسلح نووي إقليمي أوسع. من ناحية أخرى، يُعتقد أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية بالفعل هي الأخرى.

https://hura7.com/?p=58894

الأكثر قراءة