الجمعة, مارس 21, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

د. أحمد الشّريدة ـ الخُبَّيْزة سيدة النباتات والأعشاب البرية

الحرة بيروت ـ بقلم:الدكتور أحمد الشّريدة، باحث في التراث الزراعي المشرقي/ الأردن

في مثل هذه الأيام من السنة تنمو النباتات والأعشاب البرية والتي من أهمها الخُبَّيْزة، الحمّيضة، العكّوب، العِلتْ، اللّوفْ، اللسِينه، الهُندباء، السِلق، لسان الثور والخَردله. ويمتلك المشرق العربي 158 نوعاً فريداً من الأعشاب البرية القابلة للاستهلاك الغذائي. وهذه النباتات هي الأصول الوراثية البرية للنباتات المزروعة حالياً.

ولعلّ أشهر النباتات البرية الغذائية هي الخُبَّيْزة. فقد أكلها الإغريق، خصوصاً عالم الرياضيات “فيتاغروس”، واعتبرها نباتاً مقدساً ومهدّئاً للأعصاب ومزيلاً للتوتر النفسي؛ فيما اعتبرها الرومان علاجاً لكل الأمراض الصدرية والمعوية. حتى إن الإمبراطور “شارلمان” أمر بزراعتها في حدائق قصره للزينة. واعتبرها السريان فاكهة الشتاء نظراً لفوائدها الغذائية والصحية المتعددة ولكونها لا تحتاج إلى وقت لتحضيرها وطبخها.

وتُعدّ أوراق الخُبَّيْزة وأعناقها صالحة للأكل طازجة أو مطبوخة. في بلاد الشام يتم جمع أوراق الخُبَّيْزة مع أعناقها الطرية الغضة ثم فرمها فرماً ناعماً وإضافة البصل وزيت الزيتون وقليل من الملح لها ووضعها على النار هادئة حتى تنضج ثم تقدّم لتؤكل مع البصل الأخضر والزيتون والفلفل الأخضر.

ولعلّ الفائدة الكبرى منها أنها مدرّة للبول ومليّنة للمعدة والأمعاء وتساعد في الشفاء من القالون العصبي. تنمو الخُبَّيْزة في الأردن وبلاد الشام في المناطق الجبلية والأراضي المفتلحة؛ وهي تعتمد بشكل كلّي على مياه الأمطار ما يجعلها ذات طعم ونكهة مختلفة.

إن عملية قطف بعض المواطنين لأنواع من النباتات والأعشاب البرية وغير المهددة بالانقراض لغايات الطعام لن يكون ضاراً بالبيئة والتنوع الحيوي لأنها تعتبر من النباتات المتجددة إذا ما تمت المحافظة على جذور تلك النباتات وعدم اقتلاعها من الأرض، واحترام شروط الجني المستدام، بما فيها جني ثلثي النبتة فقط.

إن مناطق تواجد هذه النباتات والأعشاب البرية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين للوصول إليها حيث يقطع المزارعون مسافات كبيرة قد تتجاوز بعض الكيلومترات. ولعلّ النباتات والأعشاب البرية تعتبر مصدر طعام يتكرر سنوياً على موائد الفقراء والفلاحين وعشاق الغذاء الصحي البلدي التقليدي.

هذا ويتسابق بعض المزارعين إلى عرض المزيد من هذه الأعشاب البرية في عرائش مخصصة على جنبات الطرق أو في الأسواق الزراعية الشعبية لبيعها للزبائن الذين أصبحوا يرون فيها بديلاً عن الكثير من الأطعمة والأغذية ذات الأسعار المرتفع. وقد أحسن عدد من مؤسسات المجتمع المدني في الأردن في إقامة مهرجان سنوي (مهرجان الخُبَّيْزة) للتعريف بالقيمة الغذائية والصحية لهذة النبتة التراثية.

https://hura7.com/?p=41711

 

الأكثر قراءة