الجمعة, فبراير 14, 2025
0.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

د. حسام شمعون ـ أحد أهداف زيارة ماكرون إلى بيروت

الحرة بيروت ـ بقلم: الدكتور حسام شمعون

بعدما ألغى العثمانيون نظام الإمارة نهائياً من جبل لبنان، بتاريخ 16/01/1942، اتفقت فرنسا حامية الموارنة، والنمسا حامية الروم الكاثوليك، وبريطانيا حامية الموحدين الدروز، على نظام جديد لجبل لبنان، هو نظام القائمقاميتين، على منطقتين: واحدة مسيحية يحكمها حاكم مسيحي، والثانية درزية يحكمها حاكم درزي من أبناء الجبل، يتم تعيينهما من جانب السلطنة العثمانية.

ولأن هذا النظام يحمل في طيّاته بُذور الفتن بين أهالي الجبل والطوائف والجيران، نشبت حوادث وأحداث 1860 الدامية، ممّا أدّى إلى سقوط هذا النظام، فشكّلت السلطنة العثمانية والدول المذكورة أعلاه لجنة دولية في ولاية بيروت العثمانية، ضمّت ممثلين عن السلطنة العثمانية وفرنسا وبريطانيا والنمسا وروسيا (حامية الروم الأرثوذكس)، وبروسيا.

وبعد المداولات، خضع الجميع لإرادة فرنسا ورأيها، والمدعوم من بروسيا، الذي اعتبر أن جبل لبنان منطقة واحدة تتمتع باستقلال ذاتي يحكمها حاكم مسيحي، أي رئيس جمهورية، يعيِّنه الباب العالي، على رأس نظام جديد عُرف بالمتصرفية، حيث تمّ الإعلان عنه بتاريخ 06/09/1863، ليستمر حتى دخول الجيش التركي جبل لبنان عام 1914، بعد اندلاع شرارة الحرب العالمية الأولى.

وبعد انحسار المد العثماني عن لبنان في نهاية تلك الحرب عام 1918، وبعدما رحلت عجلة الزمان في صيف 1919 لِتشهد لِقاءاً تاريخياً بين البطريرك الماروني الياس الحويك والوفد المرافق له، وبين رئيس الحكومة الفرنسية جورج كليمنصوه، حيث وَعَدَ الأخير الوفد اللبناني باسترجاع الأقضية الأربعة والساحل إلى جبل لبنان، أي، استرجاع المناطق الست المهمة إلى مدينة جبيل التاريخية، وهي: طرابلس وبيروت وصيدا وصور وقانا وبعلبك، التي أثّرت جميعها في الفكر الأوروبي والغربي.

لقد وُلد لبنان الكبير عام 1920 تحت إشراف الدولة الفرنسية، لِينتظر اللبنانيون حتى 26/05/1926، تاريخ إعلان المفوض السامي دو جوفنيل، شارل دباس رئيساً للجمهورية اللبنانية، مُعزّزاً بِلقب صاحب الفخامة. وهذا الإختيار كان استمراراً لسلسلة رؤساء المتصرفية المسيحيين.

وظلّت كرسي الرئاسة اللبنانية حِكراً على المسيحيين حتى يومنا. فبعد انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، بِجُهود فرنسية وغربية، زار الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بيروت والقصر الجمهوري في بعبدا لِعدّة أهداف، منها التعبير عن ثبات السياسة الفرنسية لصالح لبنان وموقع الرئاسة منذ العام 1842 بشكل ظاهر، وتأمين مصالحها الحيوية، الظاهرة والمحجوبة، والمعروفة من الجميع.

https://hura7.com/?p=43104

الأكثر قراءة