الأربعاء, مايو 14, 2025
12.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

د. حسام شمعون ـ الإقتراع حق راسخ

الحرة بيروت

لقد جاء عند متى الإنجيلي، وفيما كان الوالي بيلاطس جالساً على كرسي القضاء، أرسلت إليه امرأته، أي السيدة الأُولى تقول: “لا تُسِىء إلى ذلك الصدّيق…”، وهي بذلك تكون قد أدلت بصوتها لصالح مشروع السيد المسيح. غير أن رؤساء الكهنة والشيوخ أقنعوا الجموع بطلب السجين بارأبا، وإهلاك الصدّيق، أي أدلوا بأصواتهم ضد مشروعه أيضاً. وكلمة الجموع لا تعني الرجال فقط، بل الرجال والنساء، الذين تمادوا في الصياح تثبيتاً لتصويتهم قائلين “لِيُصلب”.

وعندما دارت رحى الحديث بين بيلاطس والسيد المسيح، قال السيد المسيح: “جئت إلى العالم لأجل هذا، أن أشهد للحق…” ويكون بذلك قد أدلى بصوته لصالح مشروعه. أما بيلاطس فطرح سؤاله: “وما هو الحق”؟، وخرج إلى اليهود لِيُكمل حلقة التفاوض، ولم يبق أمام حضرته ليسمع الجواب، لأنه فقير إلى التربية والأدب الاجتماعي. وبقي النص في الكتاب المقدس عند يوحنا دون جواب، حيث حُرِم القرّاء من التماس الجواب الصريح والفصيح لهذا السؤال.

وبعد هذا المشهد، أدلى بيلاطس بصوته، “معتصماً بالحياد”، لأنه كان على شيء كثيف من الغباء، وغسل يديه على مشهد من الجميع، فلم يؤيد الباطل، ولم يؤيد رأي السيدة الأُولى، لكنه خذل الحق الذي لا يعرف عنه شيئاً، وأسلمه لِيصلب.

وكان يوحنا عند صليب السيد، وكانت أم يسوع وأخت أمه ومريم المجدلية وصالومي، وغيرهن كثيرات، واقفات أيضاً، وهم مؤيدون لمشروعه الخلاصي الذي يبدأ بهدم الهيكل ثم بإعادة بنائه بثلاثة ايام، وكانوا يقرعون صدورهم على هذا المشهد الرهيب المُهيب.

لقد أدلت الأغلبية الساحقة من الناس برأيها وصوتها لصالح الهيكل القديم أو الهيكل الجديد. أما على أيامنا، فإذا قرأنا نتائج الانتخابات النيابية وقبلها الانتخابات البلدية، فإننا نرى أنفسنا أمام مشكلة كبيرة يوم الانتخاب، خاصة مع النساء اللواتي أحجمن عن ممارسة حقّهن الراسخ، بالإدلاء بأصواتهن، حيث وصلت نسبة المقترعات إلى 27/100، بينما وصلت نسبة المقترعين الرجال إلى 47/100.

إن المشاركة الكثيفة للمرأة يوم الانتخاب، تُرسخ بعض المعادلات في بعض المناطق، وتقلبها رأساً على عقب في مناطق أخرى، وتُحقّق بعض المساواة مع مواطنيها. فالآمال معقودة على مشاركتها الكثيفة في الانتخابات البلدية الوشيكة القادمة، والانتخابات النيابية اللبنانية عام 2026.

https://hura7.com/?p=50403

الأكثر قراءة