وكالات ـ حذرت روسيا بشدة من أي تصعيد عسكري ضد إيران، معتبرة أن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وغير مقبولة. وجاء هذا الموقف في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وفي الوقت نفسه، حذرت فرنسا من أن غياب الاتفاق قد يجعل المواجهة العسكرية “شبه محتومة”، مما يزيد من حدة التوترات الدولية حول إيران.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس إن روسيا تعتقد أن أي استخدام للقوة العسكرية ضد إيران سيكون “غير قانوني وغير مقبول”. جاء ذلك تعليقاً على تهديدات الرئيس ترامب بقصف إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء أن احتمالية الدخول في “مواجهة عسكرية” مع إيران قد تصبح “شبه محتومة” في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.
وحذرت روسيا من أن مهاجمة إيران قد تكون لها عواقب كارثية على العالم أجمع حال قصف البنية التحتية النووية للجمهورية الإسلامية.
وهدد ترامب الأحد بقصف إيران وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها ما لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على برنامجها النووي. بينما أرسلت واشنطن طائرات حربية إضافية إلى المنطقة.
ورداً على سؤال عن البرنامج النووي الإيراني والمخاطر في ظل الوضع الراهن، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ملتزمة بإيجاد حلول للبرنامج النووي الإيراني تحترم حق طهران في الطاقة النووية السلمية.
وقالت زاخاروفا لصحفيين إن “استخدام خصوم إيران للقوة العسكرية في سياق التسوية أمر غير قانوني وغير مقبول”. وتابعت: “التهديدات الخارجية بقصف منشآت البنية التحتية النووية الإيرانية ستؤدي حتماً إلى كارثة عالمية لا رجعة فيها. هذه التهديدات غير مقبولة على الإطلاق”.
وتتهم قوى غربية إيران بتنفيذ أجندة سرية لتطوير قدراتها على تصنيع أسلحة نووية عن طريق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال من النقاء الانشطاري يفوق ما تعتبره لازماً لبرنامج طاقة نووية للأغراض المدنية. في حين تقول طهران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض ةالمدنية.
ووقعت روسيا وإيران في يناير/كانون الثاني “اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة” لا تشمل بنداً عن الدفاع المشترك. لكن الاتفاقية تنص على أن كل طرف لن يساعد المعتدي في حالة تعرض أي منهما لهجوم.
وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف لمجلة (لايف) إن روسيا نددت بالتهديدات الأمريكية. وتابع قائلاً إن أي هجوم على إيران قد يشعل صراعاً مفتوحاً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وأضاف: “عواقب هذا، وخاصة في حال توجيه ضربات للبنية التحتية النووية، قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها”.
