خاص – يقول الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، إن روسيا قد تسعى إلى وضع أسلحة نووية في الفضاء، ما من شأنه أن يشكل خطراً أمنياً كبيراً على الأرض. وهو ما سيسمح لها بتدمير مئات الأقمار الصناعية بضربة واحدة. فقدرات موسكو في مجال الفضاء “عتيقة” وليست على قدم المساواة مع الغرب.
تحظر معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 – التي بادرت إليها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي – استخدام الفضاء الخارجي لوضع أسلحة الدمار الشامل. وحذر روته من خرق المعاهدة التي تنص على الاستخدام السلمي للفضاء. وأعرب روته عن مخاوف التحالف من تنامي التهديدات الفضائية. فعلى سبيل المثال، قد تدرس موسكو وضع أسلحة نووية في المدار.
وأضاف أن إتلاف الأقمار الصناعية في الفضاء من شأنه أن يؤثر على الاتصالات والمراقبة العالمية ويسبب عواقب كارثية على الأرض. ففي مايو 2024، أعلنت قيادة الفضاء الأمريكية أن القمر الصناعي الذي أطلقته روسيا كان سلاحاً قادراً على مهاجمة الأقمار الصناعية الأخرى في مدار أرضي منخفض.
وأوضح الجنرال ستيفن ن. وايتنج، قائد قيادة الفضاء الأمريكية، للجنة فرعية للخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس 2025، أن الولايات المتحدة يجب أن تستعد للصراع في الفضاء، وأن الصين وروسيا تعملان على تطوير قدراتهما. وأضاف أن الولايات المتحدة تتمتع بمزايا في الفضاء تشمل قطاعاً تجارياً فضائياً لا مثيل له بالإضافة إلى حلفاء وشركاء. وصرح وايتينج في 26 مارس 2025: “إن جيشنا يمتلك أفضل قوة قتالية فضائية مدربة وأكثرها قدرة على القتال في العالم”.
بدوره، صرح روته لصحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية: “إن تطوير الأسلحة النووية في الفضاء هو وسيلة لروسيا لتحسين قدراتها. وهذا أمر مقلق للغاية”.
وفي حين حذر روته من التهديد الذي قد تشكله روسيا في الفضاء، فإن تعليقات وايتنج للمشرعين تشير إلى أن الولايات المتحدة تعتبر الصين منافساً رئيسياً آخر خارج الغلاف الجوي. ويقول الجنرال في قوة الفضاء إن بكين تريد أن تضاهي الولايات المتحدة في تكنولوجيا الفضاء بحلول عام 2030 وأن تصبح القوة الفضائية المهيمنة بحلول عام 2045، وهو ما قد يسمح لها بتأمين المطالبات الإقليمية وإبراز القوة.
وكان حلف شمال الأطلسي قرر في عام 2021 أن التزام المادة 5 بتقديم المساعدة ينطبق أيضاً على الهجمات في الفضاء أو منه. حيث تنص المادة 5 على أن أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر من الحلفاء يُعتبر هجوماً ضد الجميع. لكن لم يتم تحريك قضية التحالف هذه إلا مرة واحدة في تاريخ الحلف – دعماً لواشنطن، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
الناتو يتسلح في الفضاء
وللرد على المخاطر المتزايدة، عززت دول حلف شمال الأطلسي تعاونها في مجال الفضاء. إذ يتبادل البلدان المعلومات الاستخباراتية، ويبنيان قيادات فضائية وطنية، ويطوران أقماراً صناعية أصغر حجماً وأكثر قدرة على المناورة وأفضل حماية.
كما أعلن الحلف أن التحالف العسكري يعتزم استخدام أقماره الصناعية فوق القطب الشمالي للقيام بمهام مراقبة محددة. حيث يشهد الحلف تزايد استخدام الصين وروسيا للطرق البحرية الجديدة وعسكرة أجزاء من القطب الشمالي. ويمكن للأقمار الصناعية أن تساعد الحلف في مراقبة التحركات البرية والبحرية، مع ضمان تمتع القوات باتصالات قوية وآمنة، كما قال روته.