خاص – أعدت روسيا “خطة سلام” لأوكرانيا تتضمن أربع نقاط. وقد تكون الولايات المتحدة مستعدة للموافقة عليها إلى حد كبير. إذ يبدو أن الحكومة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب اقتربت من خطة السلام الروسية لأوكرانيا في نقاط رئيسية.
أفاد تقرير نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الأوكرانية ووثائق داخلية متاحة أن واشنطن أصبحت منفتحة بشكل متزايد على شروط موسكو، والتي تشمل وقف المساعدات العسكرية الغربية والاعتراف بالأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية. ويتضمن الاقتراح الروسي أربعة مطالب رئيسية تعتبر بحسب التقرير، غير قابلة للتفاوض.
أولاً: وقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا
ينبغي وقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بشكل كامل. ويتعلق الأمر بتسليم الأسلحة والتعاون الاستخباراتي وبرامج التدريب للقوات المسلحة الأوكرانية. ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيؤثر فقط على المساعدات الأمريكية أم على الدعم الأوروبي.
ثانياً: الاعتراف الدولي بالعديد من الأراضي
تطالب روسيا بالاعتراف الدولي بالأراضي التي سيطرت عليها منذ عام 2014 وخاصة منذ الغزو واسع النطاق في عام 2022. وتشمل هذه المناطق شبه جزيرة القرم وأجزاء من مناطق خيرسون وزابوريزهيا ودونيتسك ولوغانسك.
ثالثاً: استعادة اللغة والثقافة الروسيتين في أوكرانيا
يدعو الكرملين إلى استعادة اللغة والثقافة الروسيتين باعتبارهما عنصرين أساسيين في الحياة العامة في أوكرانيا. وعلى وجه التحديد، ينبغي للغة الروسية كلغة رسمية، وللإعلام الموالي لروسيا والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أن تلعب مرة أخرى دوراً محورياً في البلاد. ومن شأن هذه التدابير أن تلغي العديد من القوانين والإصلاحات الأوكرانية التي تم إقرارها منذ عام 2014 لتعزيز الهوية الوطنية والاستقلال.
رابعاً: قيود على الجيش الأوكراني
تدفع روسيا نحو العودة إلى شروط ما يسمى بمشروع مفاوضات إسطنبول في مارس/آذار 2022. وقد نصت هذه الوثيقة، من بين أمور أخرى، على الحياد الأوكراني، وضمانات أمنية من دول ثالثة، وقيود على الجيش الأوكراني. وبحسب العديد من الخبراء فإن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن تترتب عليه عيوب استراتيجية كبيرة بالنسبة لكييف.
حملة تضليل مستهدفة ضد فولوديمير زيلينسكي
ذكرت صحيفة “كييف بوست” أن هناك مؤشرات على أن المسؤولين الأمريكيين قد يقبلون على الأقل ببعض هذه المطالب كأساس للمفاوضات. وتشير الصحيفة إلى المحادثات المباشرة بين ترامب وبوتين، فضلاً عن المفاوضات الجارية في المملكة العربية السعودية، كتفسيرات محتملة لهذا التغيير في المسار.
وذكر التقرير أن روسيا تكثف جهودها لتشويه سمعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على المستوى الدولي. ويتم استخدام حملة تضليل مستهدفة لتصويره على أنه عقبة أمام السلام. وتنشر وسائل الإعلام الروسية بشكل متزايد الشكوك حول شرعيته وتصوره على أنه من دعاة الحرب. والهدف من ذلك هو تحويل الرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا ضد زيلينسكي.
يقول مصدر أوكراني لصحيفة “كييف بوست” إن الكرملين يحاول “استغلال التوترات بين الفريقين الرئاسيين الأمريكي والأوكراني لفرض شروطه التفاوضية”. وتهدف الحملة في المقام الأول إلى تقويض الدعم السياسي والاجتماعي لزيلينسكي في الغرب.
جهاز المخابرات الأوكراني: “هذا يحدث بالفعل”
ويقال إن موسكو أجرت اتصالات مع سياسيين أوكرانيين في المنفى من أجل تحديد موقف المرشحين الموالين لروسيا في الانتخابات المستقبلية. وأكد مسؤول استخباراتي أوكراني رفيع المستوى لصحيفة “كييف بوست” أن هذا “يحدث بالفعل”. وذكر التقرير أن روسيا تحاول ممارسة نفوذ طويل الأمد على التطورات السياسية في أوكرانيا والترويج لبدائل محتملة لزيلينسكي.
وذكر التقرير أن التغيير في المسار الدبلوماسي الأمريكي أثار استياء حلفاء الولايات المتحدة الغربيين. ويقال إن بريطانيا على وجه الخصوص شعرت بالقلق إزاء السرعة التي تغير بها موقف واشنطن. ووصف مسؤول بالحكومة الأوكرانية الوضع بأنه “لعبة خطيرة للغاية”.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن هدف المحادثات الحالية هو جمع الجانبين على طاولة المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين إن “الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي أن تتخذ روسيا وأوكرانيا قرارات صعبة”. لكن لم يكن هناك تأكيد أو نفي واضح لهذه الادعاءات.