وكالات ـ وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى العاصمة الأوكرانية كييف الاثنين في زيارة غير معلنة، في خطوة تعكس الدعم الأوروبي لأوكرانيا عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه الحرب مع روسيا.
وقد أكدت بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا التي تعد بلادها ثاني أكبر مورد للأسلحة لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، على استمرار الدعم الألماني الراسخ. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رئيسة الدبلوماسية قولها: “إن ألمانيا تقف بثبات إلى جانب أوكرانيا هي والعديد من الشركاء حول العالم، وسنواصل دعم الأوكرانيين طالما احتاجوا إلينا”.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج لأوكرانيا، حيث تحقق القوات الروسية تقدماً تدريجياً على الأرض، فيما يواجه الأوكرانيون شتاء آخر قاسيا، بعد الهجمات الروسية المتكررة على شبكة الطاقة. وأفاد القائد الأوكراني الأعلى، الجنرال ألكسندر سيرسكي، أن قواته تكافح لصد “إحدى أقوى الهجمات الروسية” منذ بدء الحرب.
وتفاقمت المخاوف الأوكرانية مع ما تشير إليه مصادر استخبارية غربية من انضمام نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي للقوات الروسية، الأمر الذي دفع الرئيس زيلينسكي لحث الحلفاء على اتخاذ إجراءات عاجلة.
وضمن ذات السياق فقد دعا زيلينسكي حلفاء أوكرانيا إلى عدم الاكتفاء بدور المتفرج والتحرك الفوري للتصدي لوجود القوات الكورية الشمالية في روسيا قبل أن تبدأ في مواجهة بلاده. وأشار في مقطع فيديو نُشر عبر تطبيق تلغرام، إلى أن كوريا الشمالية أحرزت تقدماً في قدراتها العسكرية وإنتاج الأسلحة، و”الآن للأسف ستتعلم خوض الحرب الحديثة“.
وأضاف: “آلاف الجنود من كوريا الشمالية موجودون بالقرب من الحدود الأوكرانية، وسيضطر الأوكرانيون للدفاع عن أنفسهم ضدهم“. وأكد زيلينسكي أن “أوكرانيا حددت كل المواقع التي يتمركز فيها جنود كوريا الشمالية في روسيا، لكن حلفاء كييف الغربيين لم يزودوها بالأسلحة بعيدة المدى اللازمة لضربهم”.
وتابع: “بدلًا من تزويدنا بهذه القدرة الضرورية بعيدة المدى، نجد أن أميركا وبريطانيا وألمانيا تكتفي بالمشاهدة”، مضيفاً: “كل من لا يرغب بتوسّع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، عليه أن لا يكتفي بالمشاهدة، والكلمات يجب أن تقابلها أفعال”.
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس بأن هناك 10 آلاف جندي كوري شمالي في روسيا، بما في ذلك ما يصل إلى 8 آلاف جندي في منطقة كورسك الجنوبية حيث شنت القوات الأوكرانية توغلاً في آب/ أغسطس.
وأشار إلى أن روسيا تدرب أولئك الجنود الكوريين الشماليين على “المدفعية والطائرات بدون طيار وعمليات المشاة الأساسية، بما في ذلك تطهير الخنادق، مما يشير إلى أنهم يعتزمون حتما استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية”.
وقد أثار تحرك كوريا الشمالية لتوثيق علاقتها مع روسيا مخاوف في جميع أنحاء العالم حول احتمالية توسيع نطاق الحرب من جهة، وزيادة المساعدات العسكرية التي سوف تقدمها روسيا إلى كوريا الشمالية في مقابل ذلك.
