وكالات ـ نقلت قناة إن. بي. سي. نيوز عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن وزارة الدفاع الأمريكية تضع خططاً لسحب كامل القوات الأمريكية، والتي يبلغ تعدادها 2000 جندي، من سوريا. وتتضمن هذه الخطط إنجاز عملية سحب القوات هذه خلال 30 أو 60 أو 90 يوماً.
وتشكل القوات الأمريكية الحماية لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي علقت على هذا النبأ بالقول إنها لم تتلقَّ أي خطط لانسحاب القوات الأمريكية، وأن تنظيم الدولة الإسلامية وقوى أخرى تنتظر انسحاب القوات الأمريكية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه عام 2014.
يبقى أن مراسل مونت كارلو الدولية في شرق سوريا أفاد بأن قوات “التحالف الدولي” بقيادة الجيش الأمريكي أدخلت، يوم الأربعاء، قافلة من الشاحنات والصناديق المغلقة وصهاريج الوقود، تحمل معدات عسكرية ولوجستية، إلى قواعدها في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، قادمة من إقليم كردستان العراق
وهذه القافلة البرية هي الثالثة من نوعها التي يتم إدخالها إلى محافظة الحسكة عبر نفس المعبر المذكور خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، دون معلومات إضافية حول الهدف من هذه التحركات.
التواجد الأمريكي في سوريا موضوع جدل داخل السلطة الأمريكية
يبقى أن الخبر ليس بالجديد، إذ إن دونالد ترامب كان قد أعلن أنه لا يرى أي داعٍ لوجود الأمريكيين في سوريا، وقال قبل أيام: “لديهم ما يكفي من الفوضى هناك. لا يريدوننا أن نتدخل في كل شيء”.
يُذكر أن ترامب كان قد أمر بسحب هذه القوات في فترة رئاسته الأولى عام 2019، وأدى القرار لخلاف مع وزير دفاعه، جيمس ماتيس، الذي استقال بالمحصلة.
ويبدو أن هذا الخلاف استمر، بصورة أو بأخرى، داخل الإدارة الجديدة لترامب، بين بعض القيادات العسكرية مثل جوزيف فوتيل القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية والذي اعتبر أن انسحاباً من هذا النوع سيضرّ بمصداقية الولايات المتحدة، وأن التخلي عن القوات الكردية قد يكون خطأ استراتيجياً.
بينما يرى فريق من إدارة ترامب أنه ينبغي على الأمريكيين الانسحاب من الشرق الأوسط، والتركيز على الصين وجنوب شرق آسيا
القوات الأمريكية موضوع خلاف إقليمي بين حلفاء واشنطن
بينما تدفع إسرائيل لبقاء هذه القوات في سوريا، تخوض تركيا حملة قوية من أجل انسحابها، نظراً لأنها تشكل الحماية الرئيسية للقوات الكردية المتواجدة في البلاد، والتي تطمح أنقرة لأن تلعب دوراً متزايد الأهمية، إن لم نقل مهيمناً، بعد سقوط الأسد ووصول الشرع إلى منصب الرئاسة.
ومارست تركيا، العضو القوي في حلف شمال الأطلسي، على ما يبدو، ضغوطاً كبيرة في ذلك الاتجاه، إذ ينبغي رصد التزامن بين زيارة أحمد الشرع إلى تركيا لبحث هذا الملف مع الإعلان عن عزم عبد الله أوجلان، الزعيم الكردي المعتقل في السجون التركية، على الإدلاء بإعلان تاريخي، يرجح المراقبون أنه سيتضمن دعوة القوات الكردية لإلقاء السلاح، ربما في إطار التمهيد لتفاهمات تركية – كردية.
وبذلك، يكون أردوغان قد وجد المخرج لترامب لتنفيذ رغبته بالخروج من سوريا، دون أن يأخذ الأمر شكل التخلي عن الأكراد وتسليمهم لتركيا.