الحرة بيروت ـ بقلم سيمون صفير
إذا أصرّ كل حزب من الأحزاب اللبنانية على المطالبة بحصته في الحكومة ما يعرقل تأليفها، فالحل لن يكون سوى بإجراء انتخابات نيابية مبكرة في أيّار المقبل. عندها يقدّم المجلس النيابي الجديد وجوهاً جديدة، ولا سيّما من الشيعة ومن خارج المنظومة القديمة، فينتخبون رئيس مجلس نيابي جديد لا ينتمي إلّا إلى لبنان والله وضميره. مجلس يتكامل مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ومع الرئيس المكلّف الدكتور نواف سلام الذي يحاول تشكيل حكومة إنقاذية فاعلة من أصحاب الأدمغة والاختصاص والإبداع، بتسهيل من النواب المنتخبين حديثاً والذين يشاركون في الإستشارات النيابية مع رُكني العهد، عون وسلام، ويلتزمون مبدأ فصل السلطات بحيث لا يتم توزير أي نائب، ويتّفقون على تشكيل حكومة تكوّن فريق عمل كامل يساهم جوهرياً في إنجاح العهد في مهمّاته. هكذا تنتفي شكوانا من اعتماد المحاصصة وما ينتج عنها من عمليات ابتزاز وفرض شروط وعنتريات تثير اشمئزازنا وسخطنا، وقد ولّى زمن الاستكبار والترهيب والترغيب والاستقواء بالمال والسلاح الإيراني ونفوذ محور الممانعة المتداعي، ونحن شهود على ذلك!
إذا استمر نوّاب محور الممانعة وحلفاؤهم وأتباعهم بالتّعنّت والعناد والكيدية والنكد وعدم التعاون مع رئيس الحكومة المكلّف لتشكيل حكومة ترقى إلى مستوى آمالنا وطموحاتنا، على أن تكون خالية من أي فاسد أو مشبوه أو متوّرط بأدنى وأصغر ملف فساد أو أي صفقة، من جماعة العهد القديم البائد، فلا بدّ من تعليق البت بتشكيل الحكومة إلى ما بعد انتخاب مجلس نيابي جديد على أساس قانون انتخابي عادل وعصري ومفهوم من المرّشحين والناخبين. فلا يكون مفصّلاً على قياس الأحزاب وذوي الكتل النيابية الكبيرة. وكما تمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس حكومة بتدخّل إلهي وعبر مساعدة دول صديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فإننا ننتظر اكتمال العمل العجائبي بتشكيل حكومة من دون عراقيل ومطبّات، ليكتمل فرحنا بانتخاب رئيس مجلس نيابي جديد يحاكي آمالنا وتطلعاتنا. وهكذا يكتمل النّصاب الذهبي، فيتعاون الثلاثة للنهوض بلبنان النازف ولكفكفة الدموع وللانطلاق بوطن الأرز إلى آفاق جديدة… بقوة الله!
هذا هو الحل الناجع والمنطقي والديمقراطي الذي ينضح من عقلي اللبناني… ولننتظر، بالتوازي، كلمة عدالة القاضي طارق البيطار غير القابلة للاستئناف في قضيّة تفجير مرفأ بيروت والمتورطين بها، لتُفتح السجون ويُلقى فيها كلّ مجرم حيث يجازى بعدل بحسب ارتكاباته بحق لبنان وشعبه وبحق نفسه والسماء!
الآتي قريب… ولن نتفاجأ إذ نعرف ونستشرف الأحداث!