جريدة الحرة ـ بيروت
عبّر عدد من أهالي جديتا، الذين فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم، عن صدمتهم من حجم الفوضى والانتهاكات التي رافقت اليوم الانتخابي البلدي، والذي شهد سلسلة من الخروقات والتجاوزات الواضحة التي طالت العملية من بدايتها وحتى فرز الأصوات.

كما عبّر ناخبون عن استغرابهم من تدخل عناصر من الجيش المولجين بحفظ الأمن خارج حرم الأقلام، في تنظيم حركة الدخول والخروج، وتحديد من يُسمح له بالدخول ومن يُمنع، في خطوة يُفترض أن تكون من صلاحيات قوى الأمن الداخلي لا الجيش.
في الميدان، تكررت الشكاوى حول إقفال مداخل أقلام الاقتراع الخاصة بالناخبين من الطائفتين السنية والكاثوليكية، ما أدى إلى ازدحام كبير وتدافع، بالتزامن مع تباطؤ لافت في سير العملية داخل قلم السنّة – إناث، حيث أكّد شهود أن كل عملية اقتراع كانت تتطلب حوالي سبع دقائق، ما دفع العشرات للمغادرة دون ممارسة حقهم. هذا التباطؤ أدّى إلى انتظار طويل لعشرات الناخبين، وبعضهم غادر بعد ساعات دون اقتراع، ما انعكس سلباً على نسبة التصويت.

إلى ذلك، تحدّث شهود عن تدخل مباشر من أحد الضباط في تنظيم حركة مندوبي اللوائح، حيث سُمح لمندوبي لائحة دون أخرى بالتحرك بحرية في محيط وداخل الأقلام، في مشهد وصفه البعض بـ”الانحياز الفاضح”.
أما في محيط مبنى البلدية، فقد أفاد شهود عيان أن الرشى الانتخابية كانت توزّع علناً في عدد من الزواريب، وبعلم القوى الأمنية، دون أي محاولة لمنع أو محاسبة الفاعلين، ما أثار استياء واسعاً.
ولم تقف التجاوزات عند هذا الحد، إذ أكد عدد من المندوبين أن رؤساء أقلام رفضوا توثيق المخالفات رغم وجود أدلة مصوّرة وشهادات حية، ما يُفقد العملية شفافيتها ويطرح علامات استفهام جدية.

وفي تطوّر إضافي، أفيد عن انقطاع الكهرباء مرتين أثناء عملية الفرز، ما أثار استغراباً كبيراً لدى الحاضرين، خاصة وأن الانقطاع تزامن مع لحظات دقيقة في العدّ.
كما أشار أحد المندوبين إلى تدخل مباشر من عنصر أمني في عملية فرز الأصوات، حيث شوهد وهو يقدّم المساعدة لرئيسة القلم في ترتيب الأوراق والبقاء إلى جانبها طوال الوقت، في تجاوز واضح لدوره كمراقب حيادي.
وفي ظل هذه المشاهد، عبّر عدد من أهالي جديتا عن إحباطهم العميق من مسار اليوم الانتخابي، معتبرين أن ما حصل لا يُعبّر عن إرادة حقيقية للناس، بل عن مشهد انتخابي مشوّه بالانحيازات والتدخلات، ويستوجب مساءلة ومحاسبة.