DW ـ رأى المستشار الألماني أولاف شولتز، يوم الخميس (20 مارس/ آذار 2025)، في اعتقال رئيس بلدية إسطنبول كرم إمام أوغلو مؤشراً على “تراجع الديمقراطية” في تركيا، مؤكداً أن ذلك “يضر” بالعلاقات الأوروبية – التركية. أما الحزب الحاكم في تركيا، فينفي اتهامات بـ”انقلاب مدني”.
وكتب المستشار الألماني تدوينة على منصة “إكس” قال فيها: ” لقد بذلنا جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات بين أوروبا وتركيا بشكل أكبر. إن اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو أمر محبط للديمقراطية التركية وللعلاقات بيننا. لا ينبغي محاكمة المعارضة”.
ويوم الأربعاء دان رؤساء بلديات عدد من العواصم والمدن الأوروبية الكبرى “بشدة” توقيف إمام أوغلو، وقال المسؤولون المنتخبون في بيان مشترك تلقّته وكالة فرانس برس: “ندين بشدة حبسه التعسّفي ونعرب عن قلقنا العميق” إزاء هذا الوضع و”الانتهاكات المتكررة للحقوق الأساسية والحريات البلدية في تركيا”. ومن بين الموقّعين رؤساء بلديات أمستردام وباريس وميلانو وبرشلونة وروما وهلسنكي وغنت وأوتريخت وبروكسل.
“انقلاب مدني”
واعتقلت تركيا إمام أوغلو، أبرز المنافسين السياسيين للرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بتهم تشمل “الفساد ومساعدة جماعة إرهابية”، في خطوة انتقدها حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، واعتبرها “محاولة انقلاب على الرئيس المقبل”.
من جانبه، نفى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بشدة اتهامات المعارضة بـ”انقلاب مدني” عقب احتجاز إمام أوغلو، ووصف المتحدث باسم الحزب عمر تشيليك المزاعم بأنها “ذروة اللاعقلانية السياسية”، في خطاب بأنقرة. ونفى تشيليك أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان لديه أي صلات بأوامر الاحتجاز الصادرة بحق إمام أوغلو و105 آخرين.
فيما دعا رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو أعضاء الحزب الحاكم والقضاء إلى معارضة الظلم، مخاطباً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومتهماً إياه بالفساد. وكتب إمام أوغلو على “إكس” في إشارة إلى اعتقاله: “لا يُمكنكم، ولا يجوز لكم، أن تلزموا الصمت… لقد تجاوزت هذه الأحداث أحزابنا ومُثُلنا السياسية. الأمر الآن يتعلق بأمتنا، وخاصة عائلاتكم. حان الوقت لترفعوا أصواتكم”.
وخرج آلاف المحتجين إلى الشوارع والجامعات في مدن مختلفة، منها إسطنبول والعاصمة أنقرة، ورددت الحشود شعارات مناهضة للحكومة على الرغم من حظر التجمعات لأربعة أيام الذي فُرض بعد اعتقال إمام أوغلو.
18.6 مليون منشور عن إمام أوغلو في أقل من 24 ساعة
وقال وزير الداخلية علي يرلي قايا على منصة “إكس” إن السلطات التركية حددت 261 حساباً على وسائل تواصل اجتماعي منها 62 في الخارج كتبت “منشورات استفزازية” بعد اعتقال إمام أوغلو و105 آخرين، وإن السلطات تواصل بذل الجهود لتعقب باقي المشتبه بهم. وأضاف الوزير أن منصة “إكس” شهدت مشاركة 18.6 مليون منشور عن إمام أوغلو في أقل من 24 ساعة من اعتقاله. ويتفوق إمام أوغلو (54 عاماً) على أردوغان في بعض استطلاعات الرأي.
ومنع حاكم اسطنبول كل التجمعات والتظاهرات حتى الأحد، كما قيدت السلطات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا يزال بطيئاً في وقت مبكر الخميس. ومن شأن خطوة احتجاز إمام أوغلو أن تعرقل خططه لمنافسة أردوغان في الانتخابات المقررة في 2028، إذ تأتي قبل أيام من موعد تسميته رسمياً مرشح حزب المعارضة الرئيسي “حزب الشعب الجمهوري”.
وأبطلت جامعة اسطنبول الثلاثاء شهادته، ما أضاف عقبة أخرى أمام مساعي إمام أوغلو للترشح، إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزاً على شهادة تعليم عالٍ.