الثلاثاء, أبريل 22, 2025
18 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

عبدالله ناصرالدين ـ عيد ميلاد السيّد المسيح في فكر الإمام السيّد موسى الصدر

الحرة بيروت ـ بقلم: عبدالله ناصرالدين، باحث وكاتب

كرّس سماحة الإمام السيّد موسى الصدر حياته لنشر قيم المحبة والتضحية والوحدة بين اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية، حيث رأى في الأعياد الدينية، كعيد ميلاد المسيح، مناسبات لتعزيز العيش المشترك وترسيخ القيم الإنسانية التي تشكّل أساس بناء الوطن، إضافة إلى وفائه لدماء الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان وفي قلبه الجنوب.

في فكر الإمام موسى الصدر، يشكّل عيد ميلاد المسيح مناسبة ذات دلالات روحية عميقة، حيث كان يعتبر أن ولادة السيّد المسيح عليه السلام هي ولادة للسلام والمحبة، ليس فقط للمسيحيين، بل للبشرية جمعاء.

كان الإمام يؤكد أن رسالة المسيح، كما الإسلام، تدعو إلى العدالة، الرحمة، والتضحية من أجل الخير العام. لذا، دعا إلى الاحتفال بعيد الميلاد كعيد وطني يجسّد الوحدة بين اللبنانيين، مشدداً على أن لبنان، برسالته التعددية، يمكن أن يكون نموذجاً للعالم.

رأى الإمام موسى الصدر أن العيش المشترك بين الأديان في لبنان ليس مجرد شعار، بل هو مشروع حياة ومسؤولية تقع على عاتق الجميع. مركّزاً على القيم التي تجمع بين الإسلام والمسيحية، مثل الإيمان بالعدالة والمحبة والعمل للخير العام، والمواطنة الحقيقية. وقد دعا سماحته إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والعمل على بناء وطن يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.

ولطالما شدّد على ضرورة الحوار بين الأديان كوسيلة لبناء فهم متبادل، وإزالة الحواجز التي تقف أمام الوحدة الوطنية، ورأى في التعددية مصدر قوة للبنان، وليس نقطة ضعف، شرط أن تُدار بروح التعاون والتفاهم.

كان الإمام موسى الصدر يعتبر أن التضحية من أجل الوطن هي أسمى معاني الوفاء. في خطاباته، كان دائم التذكير بأهمية الحفاظ على دماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن لبنان، وخاصة جنوبه الذي تعرّض للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، داعياً اللبنانيين إلى احترام دماء الشهداء وصونها من خلال العمل على حماية الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية.

وأسّس الإمام الصدر المقاومة كحق مشروع للدفاع عن لبنان، مشدداً على أن هذه المقاومة لا تقتصر على السلاح، بل تشمل التضامن الاجتماعي والتمسك بالقيم الوطنية. وأشار سماحته في العديد من محاضراته إلى أن الوحدة في مواجهة العدوان هي أقوى الأسلحة. فقد رأى في العدوان الإسرائيلي على لبنان تهديداً للوطن بكامله، وليس لطائفة أو منطقة بعينها، ودعا إلى مواجهته بروح وطنية جامعة.

في العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، سطّر اللبنانيون ملاحم من الصمود والتضحية. الدماء التي ارتقت خلال هذه الحرب، خاصة في الجنوب، شكلت علامة مضيئة في تاريخ لبنان. حيث يؤكد سماحة الإمام السيد موسى الصدر في هذه التضحيات استمراراً لرسالة الشهداء الذين قضوا على مذبح الوطن. مؤكداً أن الدفاع عن الأرض هو دفاع عن كرامة الإنسان وحقه في العيش بحرية وأمان، وأنه من الواجب تحويل تضحيات الشهداء إلى مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودافع لبناء لبنان قوي وموحّد.

عيد ميلاد السيّد المسيح في فكر الإمام موسى الصدر هو رمز للتضحية والمحبة والسلام، قيم تتلاقى مع معاني العيش المشترك بين الأديان في لبنان. هذه القيم تتعزز بالوفاء لدماء الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان، من الجنوب إلى كل مناطقه، في وجه العدوان الإسرائيلي وغيره من التحديات. كان الإمام موسى الصدر يرى في العيش المشترك والتضحية من أجل الوطن مسؤولية جماعية وأمانة في أعناق كل اللبنانيين، لضمان مستقبل أفضل لوطن يحمل رسالة السلام والمحبة إلى العالم.

https://hura7.com/?p=40130

الأكثر قراءة