«حق الليلة» تحمل في طياتها العديد من المعاني والقيم الجميلة لمجتمع الإمارات من الكرم والتسامح ونشر المحبة والألفة والحنو على الأطفال والتكافل بين الأسر في «الفريج» الواحد وكأنهم أسرة واحدة ونشر الفرح والبهجة في القلوب، حيث تعتبر كل أسرة صغار جيرانها وكأنهم أطفالها.

وقد تابعت ما أعلنه متحف الشندغة في دبي، والذي يعد أكبر متحف تراثي في الإمارات من فعاليات بالمناسبة لمدة ثلاثة أيام من ورش عمل تفاعلية وجولات إرشادية للحي التاريخي، وتنظيم ورشة «صناعة مرية أم شناف» التي أتاحت للأطفال فرصة استكشاف صناعة المجوهرات التقليدية، وورش عن الأزياء التقليدية الإماراتية، والحناء، وجولات بين البيوت للأطفال لجمع الهدايا وممارسة الألعاب الشعبية.

كما جرى تنظيم جولة لطلاب عدد من المدارس في حي الشندغة التاريخي ضمن مسار «حق الليلة» التعليمي، تضمن زيارة «مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية» لتعريف النشء بها، وهي صناعات تجسد ما كان يميز المجتمع في تلك الأزمنة من حسن توظيف للموارد المحدودة، وحس الابتكار، وكذلك التعامل مع الظروف المناخية وعوامل الطبيعة.

هذه المعاني الجميلة والسامية التي تحملها احتفالية «حق الليلة» تجد في كل عام أصواتاً تحاول النيل منها وهي تصور الأمور على غير حقيقتها بل وتغلفها بالدين السمح، لذلك كان من المهم جداً الرجوع إلى ما أكده مركز الإفتاء التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف منذ سنوات من جواز الاحتفال بالمناسبة، باعتبارها من العادات الحميدة في مجتمع الإمارات.

تلك الأصوات التي تستغل أي مناسبة للفرح لبث أفكارها المضللة، ولا تريد استيعاب الأهداف السامية من وراء هذه المبادرات الجميلة لدوائرنا ومؤسساتنا، وما تمثله من أهمية لجيل اليوم الذي يعتبره البعض جيل «الآيباد» المنقطع عن تراثه وعاداته وتقاليده، وكل الشكر والامتنان لمن نشر فرحة «حق الليلة» والفرح في القلوب.

https://hura7.com/?p=16510