الاتحاد – تابعت قبل أيام قليلة حادثة تضررت منها فتاة كانت تقود سيارتها قرب كورنيش أبوظبي، عندما تعرضت لمضايقات من قبل شباب مستهترين بحركاتهم الاستعراضية، مما تسبب في توترها وارتباكها وصعودها الدوار الكبير الذي تتفرع منه حركة السير باتجاهات أربعة في تلك المنطقة الحيوية من المدينة، ولولا لطف الله وهدوء وخفة كثافة الحركة المرورية في تلك الفترة من الليل لتسبب الأمر في أضرار وخسائر أكبر.

كنت أعتقد أن مثل هذه التصرفات لتلك الفئة من الشباب المستهترين قد انقرضت مع المعالجات والمخالفات والعقوبات، ومنها إلزام المخالفين بالخدمة المجتمعية، ولكن للأسف لا زالت تطل برأسها مع مثل هذه الحوادث.

وقد تجدد الحديث مؤخراً عن معالجات أخرى أكثر صرامة لمثل هذه الحالات مع تبني إحدى الدول الشقيقة أسلوباً جديداً لردع الشباب المستهترين ممن لم تنجح العقوبات والمخالفات المرورية المغلظة في تهذيب سلوكهم على الطريق العام عند استخدام مركباتهم، تمثل ذلك الأسلوب في مصادرة وكبس السيارة في المناطق المخصصة لذلك من قبل البلديات والجهات المختصة للتخلص من «السكراب». أثار الأسلوب المستحدث إعجاب البعض وعدم رضى فريق آخر دعا لمعالجة الأمر بطرق أخرى.

وبعيداً عن «كبس» سيارات المستهترين، هناك حلول كثيرة ومتعددة جرت لامتصاص طاقات هذه النوعية من الشباب الذي يهوى السرعات والاستعراضات البهلوانية ومهاراتهم فيها، مثل تنظيم مسارات وحلبات خاصة لسباقات السيارات ووضع المعايير الخاصة بها لضمان السلامة للمشاركين. بحيث لا يزاحم أمثال هؤلاء مستخدمي الطريق العام، وألا تكون تلك الهوايات على حساب سلامة الآخرين.

للأسف، البعض منهم لا يرضى لتنفيس عقده بأقل من إزعاج الآخرين وإقلاق راحتهم وتهديد سلامتهم، مثلهم في ذلك أولئك الذين يصرون على مضايقة رواد الشواطئ بدراجاتهم المائية رغم البحر الواسع والفسيح.

وفي هذه السانحة نحيي الجهود الكبيرة لشرطة أبوظبي ومختلف الأجهزة المختصة في مختلف مناطق الدولة من أجل سلامة الجميع، وهي تطالعنا بحملاتها التوعوية على مدار العام، وتكثف من وتائرها في مختلف المناسبات، ولا سيما مع الإجازات والعطلات، وها نحن على أبواب عطلة صيفية طويلة نتمنى فيها من مختلف الدوائر والأندية الرياضية فتح أبوابها للمزيد من الأنشطة والفعاليات القادرة على استقطاب واجتذاب الشباب والاستفادة من طاقاتهم وأوقاتهم، بما هو مفيد لهم وللمجتمع، وذلك من خلال برامج جذابة توظف التقنيات الحديثة التي تستهويهم وتنال اهتمامهم، والله نسأل السلامة للجميع.

https://hura7.com/?p=27182