الإثنين, يناير 13, 2025
-2.6 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

عودة النازحين في لبنان: تحديات إنسانية رغم وقف إطلاق النار

الحرة بيروت ـ خاص

وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، لا يزال أكثر من 123,000 نازح لبناني خارج مناطقهم الأصلية، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 25% مقارنة مع ما كانت عليه الأعداد بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي. ويتمركز هؤلاء النازحون بشكل رئيسي في مناطق صيدا، النبطية، بيروت، صور وعاليه. وتشير التقارير إلى أن عدة مراكز إيواء جماعية بدأت في التوقف عن العمل بسبب موجات العودة الكبيرة، في وقت لا يزال 4,370 نازحاً يقيمون حالياً في 42 موقعاً جماعياً.

حركة العبور عبر الحدود السورية اللبنانية

لاحظت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استمرار حركة العبور عبر نقاط العبور الرسمية وغير الرسمية بين سوريا ولبنان. وذكرت تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أعداد الأشخاص في المنطقة الفاصلة (المنطقة العازلة) تراوحت بين 100 و200 شخص، كانوا يحاولون العبور إلى لبنان أو الدخول إلى سوريا.

90,000 وافد جديد من سوريا منذ 8 كانون الأول/ديسمبر

تشير السلطات اللبنانية إلى وصول حوالى 90,000 وافد جديد، من بينهم لبنانيون وسوريون، منذ 8 كانون الأول/ديسمبر إلى منطقة الهرمل في محافظة بعلبك. وشهدت أعداد النازحين في المواقع الجماعية تذبذباً نظراً للتغيرات المستمرة في الوضع، حيث يُقدّر عددهم حالياً بنحو 36,000 شخص، معظمهم من الجنسية السورية، فيما يقيم الباقون ضمن المجتمعات المحلية.

تصاعد النزاع وتأثيراته الإنسانية

بعد هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتح “حزب الله” جبهة دعم لغزة من جنوب لبنان. وبعد عام من الاشتباكات الحدودية، تصاعد النزاع في أيلول/سبتمبر 2024، حيث تعرضت مناطق جنوب لبنان وضواحي بيروت الجنوبية وشمال وغرب البقاع، وحتى بيروت نفسها، لقصف منتظم من الجيش الإسرائيلي. غير أنه، ومنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ورغم انتهاء الأعمال العدائية واقتراب دخول وقف إطلاق النار يومه الستين، لا تزال التحديات الإنسانية المعقدة قائمة في لبنان، حيث يواجه العائدون إلى مناطقهم الأصلية، والمجتمعات الأخرى المتأثرة بالنزاع، تحديات كبيرة تشمل تدمير المنازل والبنية التحتية الأساسية، وانقطاع الخدمات الضرورية، والمخاطر المتعلقة بالألغام والمتفجرات، والموارد المعيشية المحدودة، واستنفاد وسائل البقاء.

دمار واسع وعودة الخدمات الأساسية

من جهتها، أظهرت التقييمات الصادرة عن السلطات اللبنانية الصعوبات التي تواجه المناطق المتأثرة، حيث كانت محافظات النبطية والجنوب من الأكثر تضرراً، بينما تعرضت مناطق في بعلبك-الهرمل والبقاع وجبل لبنان لتدمير واسع. وفي ضاحية بيروت الجنوبية، تم تدمير 353 مبنى بالكامل، وتضرر حوالى 5,000 بشكل كامل أو جزئي.

هذا وتقدّر كمية الأنقاض الناتجة عن المباني المدمرة بالكامل في ضاحية بيروت الجنوبية بما يتراوح بين 1.2 و1.7 مليون متر مكعب. كما تضررت أكثر من 30 منشأة مائية في لبنان، وتأثرت القناة الرئيسية لنهر الليطاني، التي تعدّ جزءاً أساسياً من مشروع ري القاسمية الذي يخدم 6,000 هكتار من الأراضي الزراعية. كما استهدفت الأعمال العدائية أيضاً خمس مدارس، وخمسة مراكز بلدية، و94 مركزاً للرعاية الصحية الأولية والمستوصفات، إلى جانب 47 مستشفى.

 

الأكثر قراءة