الإثنين, يناير 13, 2025
-2.3 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

غابات لبنان تستغيث: أوقفوا العدوان الإسرائيلي والبشري

خاص جريدة “الحرّة”

ذكّرت حرائق تشرين 2024 اللبنانيين بحرائق تشرين 2019 التي امتدت وقتها من شمال لبنان إلى جنوبه وقضت على مساحات حرجية واسعة.  ومع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تشتدّ يوماً بعد يوم، انشغل اللبنانيون في الأيام الأخيرة بالحرائق المتنقلة بين المناطق. فمن حريق الربوة الذي استمر لأيام قبل إخماده، إلى حريق جعيتا وزغرتا والبيرة، وصولاً إلى حريق قيتولي في جزين والذي يُهدّد أحراج الصنوبر،. ويسأل المتابعون عن سرّ هذه الحرائق في هذا التوقيت بالذات من كل عام، وما إذا كانت فعلاً مُفتعلة أم أنها ناجمة عن التغير المناخي العالمي؟

وإلى جانب الحرائق المتنقلة بين مناطق عدة من لبنان، لا بدّ من ذكر تلك التي اندلعت جراء القصف الإسرائيلي بالقذائق الفوسفورية في الجنوب اللبناني، حيث تحوّلت مساحات شاسعة إلى رماد منذ بدء الحرب. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنّ الحرائق في الجنوب التهمت أكثر من 4300 هكتار.

وفي هذا الإطار، يرى الخبراء البيئيون أنه من المُفترض أن تكون هذه الفترة بداية تساقط الأمطار في لبنان، والتي تبدأ عادة في 15 أيلول/سبتمبر، ولكن للأسف لم يحصل ذلك هذا العام بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم والتي تأثر بها لبنان بشكل مباشر.

ومع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، لا زال لبنان يعاني من جفاف قوي جداً ومن قلة الأمطار كما من رطوبة متدنية ورياح حارة في بعض المناطق، وهذه التغيرات المناخية تؤثر على الإنتاج الزراعي والأشجار المثمرة وعلى كافة المزروعات الفصلية.

كذلك، ومنذ أواخر القرن الماضي، يشهد لبنان، إضافة إلى دول الحوض الشرقي للمتوسط سنوياً، حرائق كثيفة ما بين 15 تشرين الأول/أكتوبر و15 تشرين الثاني/نوفمبر. ورغم أن البعض يعتقد أنها مفتعلة، غير أن السؤال يتمحور حول هوية الفاعل وإذا ما تمّ توقيف متّهم واحد في هذه القضية حتى اليوم.

المشكلة الأساسية هي في أن غابات لبنان باتت تعجّ بالنفايات الصناعية والمنزلية وأكياس البلاستيك المرمية عشوائياً. ومع ارتفاع الحرارة والتخمير تصبح هذه الأكياس والنفايات ممتلئة بالغازات ما يؤدي إلى انفجارها وتسبّبها بإشعال الحرائق. فحين “تتعامد” عبوات البلاستيك والعبوات الزجاجية المرمية عشوائياً مع أشعة الشمس، تتحوّل إلى بلورة وتؤدي إلى اندلاع نار أسفلها وبالتالي إلى نشوب حريق .

هذا إضافة إلى أن الغابات في لبنان أصبحت مُشبعة بمادة الكبريت المُتأتية عن المازوت والفيول وهي منتشرة في الأحراج. وعند حصول أي احتكاك لأوراق الشجر بسبب الرياح الدافئة، تندلع النيران والحرائق. ناهيك بالذين يقومون بنزهات في الطبيعة وبإشعال الجمر والفحم من أجل تحضير الطعام والنرجيلة، ويقومون قبل مغادرة المكان برمي الفحم المُشتعل في الأحراج، ما يعتبر من أبرز مُسببات الحرائق.

الملف البيئي في لبنان بات يدق ناقوس الخطر خاصة وأن معالجته ليست جدية من قبل الجهات المعنية. فالحاجة لاتخاذ قرارات صارمة من خلال تحرير محاضر ضبط بحق من يُخالف القوانين باتت ماسة. كما لا بدّ من وضع خطة طوارئ تسمح للمواطنين بالاتصال بالأجهزة الأمنية والدفاع المدني والإبلاغ فوراً عند رؤية أي دخان أو نيران من أجل إخمادها قبل أن تمتدّ.

غابات لبنان في خطر واحتمالات تفاقم الوضع باتت مشرّعة على مصراعيها، لا سيّما مع استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يطال الأراضي الزراعية في الجنوب اللبناني، وتأخر هطول الأمطار ما يعزز امتداد وتوسّع مشهد التهام المناطق الخضراء في الأيام المقبلة.

https://hura7.com/?p=36213

 

 

 

الأكثر قراءة